للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان مريضًا فزنا بامرأة فرفع ذلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأمر بضربه بعثكال، أي: بمائة شمراخ وهو من عِذْق النخل (١).

واستدل الجمهور بحديث عن علي -رضي الله عنه- عند مسلم (٢) أن أمة زنت فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٣) - وفي رواية: فأمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أجلدها، فإذا هي قريبة عهد بنفاس- أي: ولدت قريبًا ولا يزال الدم يخرج منها -فرأيت إن أنا جلدتها أن أقتلها، فذكرت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أحسنت" (٤). أي: أقره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ذلك. وفي رواية: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سأله: "ما فعلت بها؟ "، فأخبره بذلك فأمره أن ينتظر حتى يزول ما بها من عارض (٥).


(١) العين والذال والقاف أصل واحد يدل على امتداد في شيء وتعلق شيء بشيء. من ذلك العذق عذق النخلة، وهو شمراخ من شماريخها". انظر: "مقاييس اللغة" لابن فارس (٤/ ٢٥٧).
(٢) لفظ مسلم: "فأمرني" كما سيأتي.
(٣) لفظ: "أمر رسول الله" أخرجه المحاملي في أماليه من رواية ابن يحيى (ص: ٢٠٨)، قال: "فلما ولدت أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليًّا أن يجلدها بعدما تعلت من نفاسها". وعند عبد الرزاق في مصنفه (٧/ ٣٩٣)، قال: فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عليًّا أن يجلدها، فوجدها عليٌّ قد وضعت، فلم يجلدها حتى تعلت من نفاسها، فجلدها خمسين جلدة. فقال: "أحسنت ". وعند عبد الرزاق في المصنف (٧/ ٣٩٣): "فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ".
(٤) أخرج مسلم (٣٤/ ١٧٠٥)، عن أبي عبد الرحمن، قال: خطب عليٌّ، فقال: يا أيها الناس، أقيموا على أرقائكم الحد، من أحصن منهم، ومن لم يحصن، فإن أمة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- زنت، فأمرني أن أجلدها، فإذا هي حديث عهد بنفاس، فخشيت إن أنا جلدتها أن أقتلها، فذكرت ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "أحسنت ".
(٥) أخرج أبو داود (٤٤٧٣) عن علي، قال: فَجَرتْ جاريةٌ لآلِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "يا عليُّ، انطلِق فأقِم عليها الحدَّ" فانطلقتُ فإذا بها دمٌ يسيلُ لم ينقطِعْ، فأتيتُه، فقال: "يا عليّ أفرَغتَ؟ " قلت: أتيتُها ودمُها يَسيلُ، فقال: "دَعها، حتى ينقطعَ دمُها، ثم أقِمْ عليها الحدَّ، وأقيموا الحُدودَ على ما ملَكتْ أيمانكم" صححه الألباني في "مشكاة المصابيح" (٣٥٦٤). وفي رواية لمسلم أيضًا (١٧٠٥) "اتركها حتى تماثل "، ولم يذكر من أحصن منهم، ومن لم يحصن.

<<  <  ج: ص:  >  >>