للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: " خيار أئمَّتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وشرار أئمتكم الذين تَكْرهونهم ويكرهونكم " (١).

قال أهل العلم: " إنَّ الجهادَ واجبٌ خلفَ كل إمامٍ؛ برًّا كان أو فاجرًا (٢)،


= يشرب المسكر ويغل، يغزي معه، وقد كان يدعو المعتصم بأمير المؤمنين، وقد دَعَاه إلى القول بخَلْق القرآن، وقال حنبلٌ في رواية الواثق: اجتمع فقهاء بغداد إلى أبي عبد الله، وقالوا: هذا أمرٌ قد تفاقم وفشا - يعنون إظهار الخلق للقرآن - نشارك في أنَّا لسنا نرضى بإمرته ولا سلطانه، فقال: وعليكم بالنكرة بقلوبكم، ولا تخلعوا يدًا من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين ".
ومذهب الحنفية: " الدر المختار " وحاشية ابن عابدين " رد المحتار " (١/ ٥٤٩) حيث قال: " وعند الحنفية ليست العدالة شرطًا للصحة، فيصح تقليد الفاسق الإمامة مع الكراهة؛ وإذا قلد عدلًا، ثم جار وفسق، لا ينعزل؛ ولكن يستحب العزل إنْ لم يستلزم فتنة؛ ويجب أن يُدْعى له؛ ولا يجب الخروج عليه؛ كذا عن أبي حنيفة، وكلمتهم قاطبة في توجيهه هو أن الصحابة صلوا خلف بعض بني أمية وقبلوا الولاية عنهم. وفي هذا نظر؛ إذ لا يخفى أن أولئك كانوا ملوكًا تغلبوا، والمتغلب تصح منه هذه الأمور للضرورة .. (قوله: ويعزل به) أي: بالفسق لو طرأ عليه؛ والمراد أنه يستحق العزل ".
مذهب الشافعية، يُنظر: " روضة الطالبين " للنووي (٧/ ٦٤) حيث قال: " الإمام الأعظم لا ينعزل بالفسق على الصحيح ".
مذهب متأخري المالكية، يُنظر: " الشرح الكبير " للشيخ الدردير و" حاشية الدسوقي " (٤/ ٢٩٩) حيث قال: " لا يعزل السلطان بالظلم، والفسق، وتعطيل الحقوق بعد انعقاد إمامته، وإنما يجب وَعْظه، ولا يجوز الخروج عليه تقديمًا لأخف المفسدتين اللهم إلا أن يقول عليه إمام عدل، فلا يجوز الخروج عليه، وإعانة ذلك القائم ".
وينظر: " شرح مختصر خليل " للخرشي (٨/ ٦٠) حيث قال: " رَوَى ابن القاسم عن مالك: إن كان الإمام مثل عمر بن عبد العزيز، وَجَب على الناس الذب عنه، والقتال معه، وأما غيره فلا، دعه وما يراد منه، ينتقم الله من الظالم بظالم، ثم ينتقم من كليهما ".
(١) أخرجه مسلم (١٨٥٥).
(٢) وهذا ما قرَّره الطحاوي في، " عقيدته "، يُنظر: " شرح الطحاوية " لابن أبي العز (٢/ ٥٥٥) حيث قال: " قوله: (والحج والجهاد ماضيان مع أُولِي الأمر من المسلمين، برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة، لا يُبْطلهما شيءٌ، ولا ينقضهما). ش: يشير الشيخ رَحِمَهُ اللهُ إلى الرد على الرافضة، حيث قالوا: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج الرضا من آل محمد، وينادي منادٍ من السماء: اتبعوه! ".

<<  <  ج: ص:  >  >>