للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومدح أعرابي رجلا فقال: كان والله للإخاء وصولا، وللمال بذولا، وكان الوفاء بهما عليه كفيلا، فمن فاضله كان مفضولا.

وقيل لأعرابي: ما البلاغة؟ قال: التباعد من حشو الكلام، والدلالة بالقليل على الكثير.

ومدح أعرابي: رجلا فقال: كان والله من شجر لا يخلف ثمره، ومن بحر لا يخاف كدره.

وذكر أعرابي رجلا فقال: ذاك والله فتى زانه الله بالخير ناشئا، فأحسن لبسه، وزين به نفسه.

ومدح أعرابي رجلا فقال: يصم أذنيه عن استماع الخنا «١» ، ويخرس لسانه عن التكلم به؛ فهو الماء الشّريب «٢» ، والمصقع الخطيب.

وذكر أعرابي رجلا فقال: ذاك رجل سبق إليّ معروفه قبل طلبي إليه، فالعرض وافر، والوجه بمائه، وما أستقل بنعمة إلا أثقلني بأخرى.

وذكر أعرابي رجلا فقال: ذاك رضيع الجود والمفطوم به، عيّ عن الفحشاء، معتصم بالتقوى؛ إذا خرست الألسن عن الرأي حذف «٣» بالصواب كما يحذف الأرنب، فإن طالت الغاية ولم يكن من دونها نهاية تمهل أمام القوم سابقا.

وذكر أعرابي رجلا فقال: إن جليسه لطيب عشرته أطرب من الإبل على الحداء، والثمل على الغناء.

وذكر أعرابي رجلا فقال: كان له علم لا يخالطه جهل، وصدق لا يشوبه كذب، كأنه الوبل عند المحل.

وذكر أعرابي رجلا فقال: ما رأيت أعشق للمعروف منه، وما رأيت المنكر أبغض لأحد منه.