فبها الرّماح وفيها كلّ سابغة ... جدلاء مسرودة من نسج سلّام
يريد سليمان؛ وقول الآخر:
وسائلة بثعلبة بن سير ... وقد علقت بثعلبة العلوق «١»
وأراد ثعلبة بن سيّار؛ وكما قال الآخر:
ولست بآتيه ولا أستطيعه ... ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل
أراد ولكن.
وكذلك لا ينبغي في الرسائل أن يصغر الاسم في موضع التعظيم، وإن كان ذلك جائزا، مثل قولهم:«دويهية» تصغير داهية، «وجذيل» تصغير جذل، «وعذيق» تصغير عذق. وقال الشاعر، وهو لبيد:
وكلّ أناس سوف تدخل بينهم ... دويهية تصفرّ منها الأنامل
وقال الحباب بن المنذر يوم سقيفة بني ساعدة: أنا عذيقها «٢» المرجّب، وجذيلها «٣» المحكّك، وقد شرحه أبو عبيد.
ومما لا يجوز في الرسائل وكرهوه في الكلام أيضا، مثل قولهم: كلمت إياك، وأعني إياك، وهو جائز في الشعر:
وأحسن وأجمل في أسيرك إنّه ... ضعيف ولم يأسر كإيّاك اسر