نصبنا لكم زيدا على جذع نخلة ... وما كان مهديّ على الجذع ينصب
الشيباني قال: لما نزل عبد الله بن علي نهر أبي فطرس «١» ، حضر الناس بابه للإذن، وحضر اثنان وثمانون رجلا من بني أمية، فخرج الآذن فقال: يا أهل خراسان، قوموا. فقاموا سماطين «٢» في مجلسه، ثم أذن لبني أمية فأخذت سيوفهم ودخلوا عليه. قال أبو محمد العبدي الشاعر: وخرج الحاجب فأدخلني فسلمت عليه فرد عليّ السلام، ثم قال: أنشدني قولك:
وقف المتيّم في رسوم ديار
فأنشدته حتى انتهيت إلى قولي:
أمّا الدّعاة إلى الجنان فهاشم ... وبنو أميّة من دعاة النّار
من كان يفخر بالمكارم والعلا ... فلها يتمّ المجد غير فخار
والغمر بن يزيد بن عبد الملك جالس معه على المصلى، وبنو أمية على الكراسي فألقى إليّ صرة حرير خضراء فيها خمسمائة دينار، وقال: لك عندنا عشرة آلاف درهم وجارية وبرذون «٣» وغلام وتخت ثياب، قال: فوفى والله بذلك كله ثم أنشأ عبد الله بن علي يقول:
حسبت أميّة أن سيرضى هاشم ... عنها ويذهب زيدها وحسينها
كلا وربّ محمّد وإلهه ... حتى تباح سهولها وحزونها «٤»
ثم أخذ قلنسوته من رأسه فضرب بها الأرض، فأقبل أولئك الجند على بني أمية فخبطوهم بالسيوف والعمد، وقال الكلبي الذي كان بينهم وكان من أتباعهم: أيها الأمير، إني والله ما أنا منهم! فقال عبد الله بن علي: