سبحان من لم تحوه أقطار ... ولم تكن تدركه الأبصار
ومن عنت لوجهه الوجوه ... فما له ندّ ولا شبيه
سبحانه من خالق قدير ... وعالم بخلقه بصير
وأوّل ليس له ابتداء ... وآخر ليس له انتهاء
أوسعنا إحسانه وفضله ... وعزّ أن يكون شيء مثله
وجلّ أن تدركه العيون ... أو يحوياه الوهم والظّنون
لكنّه يدرك بالقريحة ... والعقل والأبينة الصّحيحة «١»
وهذه من أثبت المعارف ... في الأوجه الغامضة اللّطائف
معرفة العقل من الإنسان ... أثبت من معرفة العيان
فالحمد لله على نعمائه ... حمدا جزيلا وعلى آلائه «٢»
وبعد حمد الله والتّمجيد ... وبعد شكر المبديء المعيد
أقول في أيام خير الناس ... ومن تحلّى بالنّدى والباس
ومن أباد الكفر والنّفاقا ... وشرّد الفتنة والشّقاقا
ونحن في حنادس كالليل ... وفتنة مثل غثاء السّيل «٣»
حتى تولّى عابد الرّحمن ... ذاك الأعزّ من بني مروان
مؤيّد حكّم في عداته ... سيفا يسيل الموت من ظباته «٤»
وصبّح الملك مع الهلال ... فأصبحا ندّين في الجمال
واحتمل التقوى على جبينه ... والدّين والدنيا على يمينه
قد أشرقت بنوره البلاد ... وأنقطع التشغيب والفساد
هذا على حين طغى النفاق ... واستفحل النكّاث والمرّاق «٥»