وضاقت الأرض على سكانها ... وأذلت الحرب لظى نيرانها
ونحن في عشواء مدلهمّة ... وظلمة ما مثلها من ظلمه
تأخذنا الصّيحة كلّ يوم ... فما تلذّ مقلة بنوم
وقد نصلي العيد بالنواظر ... مخافة من العدوّ الثائر «١»
حتى أتانا الغوث من ضياء ... طبّق بين الأرض والسماء «٢»
خليفة الله الذي أصطفاه ... على جميع الخلق واجتباه
من معدن الوحي وبيت الحكمة ... وخير منسوب إلى الأئمة
تكلّ عن معروفه الجنائب ... وتستحي من جوده السحائب «٣»
في وجهه من نوره برهان ... وكفّه تقبيلها قربان
أحيا الذي مات من المكارم ... من عهد كعب وزمان حاتم
مكارم يقصر عنها الوصف ... وغرّة يحسر عنها الطّرف «٤»
وشيمة كالصّاب أو كالماء ... وهمّة ترقى إلى السماء «٥»
وانظر إلى الرفيع من بنيانه ... يريك بدعا من عظيم شانه
لو خايل البحر ندى يديه ... إذا لجت عفاته إليه «٦»
لغاض أو لكاد أن يغيضا ... ولا استحى من بعد أن يفيضا «٧»
من أسبغ النّعمى وكانت محقا ... وفتّق الدّنيا وكانت رتقا
هو الذي جمّع شمل الأمه ... وجاب عنها دامسات الظلمة
وجدّد الملك الذي قد أخلقا ... حتى رست أوتاده واستوسقا
وجمّع العدّة والعديدا ... وكثّف الأجناد والحشودا