يقال له اللوى، فقتل عبد الله، وارتثّ «١» دريد فبقي في القتلى فلما كان في بعض الليل أتاه فارسان، فقال أحدهما لصاحبه: أني أرى عينيه تبصّ «٢» ، فانزل فانظر إلى سبّته «٣» . فنزل فكشف ثوبه فإذا هي ترمّز «٤» فطعنه، فخرج دم قد كان احتقن.
قال دريد: فأفقت عندها، فلما جاوزوني نهضت. قال: فما شعرت إلا وأنا عند عرقوب «٥» جمل امرأة من هوازن، فقالت: من أنت؟ أعوذ بالله من شرك! قلت:
لا، بل من انت؟ ويلك! قالت: امرأة من هوازن سيارة. قلت: وأنا من هوازن، وأنا دريد بن الصمّة. قال: وكانت في قوم مجتازين لا يشعرون بالوقعة، فضمته وعالجته حتى أفاق.
فقال دريد يرثي عبد الله أخاه، ويذكر عصيانه له وعصيان قومه، بقوله:
أعاذل إنّ الرّزء في مثل خالد ... ولا رزء فيما أهلك المرء عن يد «٦»