للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن يك عبد الله خلّى مكانه ... فما كان وقّافا ولا طائش اليد

ولا برما إذ ما الرياح تناوحت ... برطب العضاه والضّريع المعضّد «١»

كميش الإزار خارج نصف ساقه ... صبور على الضّرّاء طلّاع أنجد «٢»

قليل التّشكي للمصائب حافظ ... من اليوم أعقاب الأحاديث في غد

وهوّن وجدي أنني لم أقل له ... كذبت ولم أبخل بما ملكت يدي

أبو حاتم عن أبي عبيدة قال: خرج دريد بن الصمة في فوارس من بني جشم حتى إذا كانوا في واد لبني كنانة يقال له الأخرم «٣» ، وهم يريدون الغارة على بني كنانة إذ رفع له رجل في ناحية الوادي معه طعينة، فلما نظر إليه قال لفارس من أصحابه:

صح به: خلّ عن الظعينة «٤» وانج بنفسك، فانتهى إليه الفارس وصاح به وألحّ عليه فألقى زمام الناقة وقال للظعينة:

سيري على رسلك سير الآمن ... سير رداح ذات جأش ساكن «٥»

إنّ انثنائي دون قرني شائني ... أبلى بلائي واخبري وعايني

ثم حمل عليه فصرعه وأخذ فرسه فأعطاه للظعينة، فبعث دريد فارسا آخر لينظر ما صنع صاحبه، فلما انتهى إليه ورأى ما صنع، صاح به فتصامم «٦» عنه كأن لم يسمع، فظن أنه لم يسمع، فغشيه، فألقى زمام الراحلة إلى الظعينة، ثم خرج وهو يقول:

خلّ سبيل الحرّة المنيعة ... إنك لاق دونها ربيعه

في كفّه خطّيّة مطيعه ... أولا فخذها طعنة سريعه «٧»

والطعن مني في الوغى شريعه