للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم حمل عليه فصرعه، فلما أبطآ على دريد بعث فارسا لينظر ما صنعا، فلما انتهى اليهما وجدهما صريعين، ونظر إليه يقود ظعينته ويجر رمحه، فقال له الفارس: خلّ عن الظعينة! فقال للظعينة: اقصدي قصد البيوت، ثم أقبل عليه فقال:

ماذا تريد من شتيم عابس ... ألم تر الفارس بعد الفارس «١»

أردهما عامل رمح يابس

ثم حمل عليه فصرعه، وانكسر رمحه.

وارتاب دريد، وظنّ أنهم قد أخذوا الظعينة وقتلوا الرجل، فلحق دريد ربيعة وقد دنا من الحي، ووجد اصحابه قد قتلوا: فقال: أيها الفارس، إنّ مثلك لا يقتل، ولا أرى معك رمحك، والخيل ثائرة بأصحابها [وأراك حديث السنّ] فدونك هذا الرمح، فإني منصرف إلى أصحابي فمثبّطهم عنك.

فانصرف إلى اصحابه فقال: إن فارس الظعينة قد حماها وقتل اصحابكم وانتزع رمحي، ولا مطمع لكم فيه! فانصرف القوم، وقال دريد في ذلك:

ما إن رأيت ولا سمعت بمثله ... حامي الظّعينة فارسا لم يقتل

أردى فوارس لم يكونوا نهزة ... ثم استمرّ كأنه لم يفعل «٢»

متهلّلا تبدو أسرّة وجهه ... مثل الحسام جلته كفّ الصّيقل «٣»

يزجي ظعينته ويسحب رمحه ... متوجّها يمناه نحو المنزل

وترى الفوارس من مهابة رمحه ... مثل البغاث خشين وقع الأجدل «٤»

يا ليت شعري من أبوه وأمّه ... يا صاح من يك مثله لا يجهل

وقال ابن مكدم: