وتضحك مني شيخة عبشميّة ... كأن لم تري قبلي أسيرا يمانيا «١»
أمعشر تيم قد ملكتم فأسجحوا ... فإنّ أخاكم لم يكن من بوائيا «٢»
وقد علمت عرسي مليكة أنني ... أنا اللّيث معدوّا عليه وعاديا
وقد كنت نحّار الجزور ومعمل الم ... طيّ وأمضي حيث لا حيّ ماضيا
وأعقر للشّرب الكرام مطيّتي ... وأصدع بين القينتين ردائيا «٣»
وكنت إذا ما الخيل شمّطها القنا ... لبيقا بتصريف القناة بنانيا «٤»
وعادية سوم الجراد وزعتها ... برمحي وقد أنحوا إليّ العواليا «٥»
كأنّي لم أركب جوادا ولم أقل ... لخيلي كرّي قاتلي عن رجاليا
ولم أسبإ الزّقّ الّرويّ ولم أقل ... لأيسار صدق أعظموا ضوء ناريا «٦»
قال ابو عبيدة: فلما ضربت عنقه قالت ابنة مصاد: بؤ بمصاد! فقال بنو النعمان:
يالكاع! نحن نشتريه بأموالنا ويبوء بمصاد؟ فوقع بينهم في ذلك الشر، ثم اصطلحوا، وكان الغناء كله يوم الكلاب من الرباب لتيم، ومن بني سعد لمقاعس.
وقال وعلة الجرمي وكان أول منهزم انهزم يوم الكلاب، وكان بيده لواء القوم:
ومنّ عليّ الله منّا شكرته ... غداة الكلاب إذ تجز الدّوابر
ولمّا رأيت الخيل تترى أثابجا ... علمت بأنّ اليوم أحمس فاجر «٧»
نجوت نجاء ليس فيه وثيرة ... كأني عقاب عند تيمن كاسر «٨»
خداريّة سفعاء لبّذ ريشها ... بطخفة يوم ذو أهاضيب ماطر «٩»