للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا يردّ القدر، وإنّ الصبر من أسباب الظفر. المنيّة خير من الدّنية، واستقبال الموت خير من استدباره، فالجدّ الجدّ، فما من الموت بدّ.

ثم قام حنظلة بن ثعلبة فقطع وضن «١» النساء فسقطن إلى الأرض، وقال: ليقاتل كل رجل منكم عن حليلته «٢» . فسمي مقطع الوضن.

قال: وقطع يومئذ سبعمائة رجل من بني شيبان أيدي أقبيتهم من مناكبها لتخف أيديهم لضرب السيوف، وعلى ميمنتهم بكر يزيد بن مسهر الشيباني، وعلى ميسرتهم حنظلة بن ثعلبة العجلي وهانيء بن قبيصة، ويقال ابن مسعود في القلب، فتجالد القوم، وقتل يزيد بن حارثة اليشكري الهامرز مبارزة، ثم قتل يزيد بعد ذلك، ويقال إنّ الحوافزان بن شريك شدّ على الهامرز فقتله، وقال بعضهم: لم يدرك الحوفزان يوم ذي قار، وإنما قتله يزيد بن حارثة.

وضرب الله وجوه الفرس فانهزموا، فاتّبعهم بكر حتى دخلوا السواد في طلبهم يقتلونهم، وأسر النعمان بن زرعة التغلبي.

ونجا إياس بن قبيصة على فرسه الحمامة، فكان أول من انصرف إلى كسرى بالهزيمة إياس بن قبيصة وكان كسرى لا يأتيه أحد بهزيمة جيش إلا نزع كتفيه، فلما أتاه ابن قبيصة، سأله عن الجيش، فقال: هزمنا بكر بن وائل وأتيناك ببناتهم! فعجب بذلك كسرى وأمر له بكسوة، ثم استأذنه إياس فقال: أخي قيس بن قبيصة مريض بعين التمر، فأردت أن آتيه. فأذن له.

ثم أتى كسرى رجل من أهل الحيرة وهو بالخورنق، فسأل: هل دخل على الملك أحد؟ فقالوا: إياس. فظنّ أنه حدّثه الخبر، فدخل عليه وأخبره بهزيمة القوم وقتلهم، فأمر به فنزعت كتفاه.