كذلك التاء [من] نحو اقشعرت واستهلّت، والكاف [من] نحو مالكا وفعالكا، فقد يجوز أن تكون رويا، وقد يجوز أن تكون وصلا، وإنما جاز أن تكون رويا، لانها أقوى من حرف الوصل، وجاز أن تكون وصلا، لانها دخلت على القوافي بعد تمامها، وقد جعلت الخنساء التاء وصلا ولزمت ما قبلها، فقالت:
أعينيّ هلّا تبكيان أخاكما ... إذا الخيل من طول الوجيف اقشعرّت «١»
فلزمت الراء في الشعر كله وجعلت التاء صلة. وقال آخر فجعل التاء رويا:
الحمد لله الذي استقلّت ... بإذنه السّماء واطمأنّت
وقال حسان فجعل الكاف رويا:
دعوا فلجات الشام قد حيل بينها ... بطعن كأفواه المخاض الاوارك «٢»
بأيدي رجال هاجروا نحو ربّهم ... بأسيافهم حقّا وأيدي الملائك
وقال:
إذا سلكت بالرّمل من بطن عالج ... فقولا لها ليس الطريق هنالك
وهنالك كافها زائدة، تقول للرجل هنالك، وللمرأة هنالك.
وقال غيره:
أيا خالدا يا خير أهل زمانكا ... لقد شغل الافواه حسن فعالكا
فجعل الكاف رويّا، وقد يجوز أن تكون وصلا ويلزم ما قبلها، وكذلك فعالكم وسلامكم: الميم الآخرة حرف الروي، كما قال الشاعر:
بنو أميّة قوم من عجيبهم ... أنّ المنون عليهم والمنون هم
الميم حرف الرويّ، وقد جعلها بعض الشعراء وصلا مع الهاء والكاف التي قبلها،