للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لانهما حرفا إضمار، كالهاء والكاف، ولحقت الاسم بعد تمامه كما لحقت الهاء والكاف في نحو قوله:

زر والديك وقف على قبريهما ... فكأنّني بك قد نقلت إليهما

ومثله لامية بن أبي الصلت:

لبّيكما لبّيكما ... ها أنا ذا لديكما

وأما النسبة، مثل ياء قرشي وثقفي وما أشبه ذلك، إذا كانت خفيفة فأنت فيها بالخيار: إن شئت جعلتها رويا، وإن شئت وصلا، نحو قول الشاعر:

إني لمن أنكرني ابن اليثربي ... قتلت علباء وهند الجملي

فجعل الياء الخفيفة رويا، وإذا كانت النسبة مثقلة، مثل قرشي وثقفّي، لم تكن إلا رويا.

وإذا قال شعرا على «حصاها» و «رماها» ، لم تكن الهاء الا حرف الرويّ، ومن بنى شعرا على «اهتدى» فجعل الدال رويا، جاز له ان يجعل مع ذلك «أحمدا» ، وإن جعل الياء من «اهتدى» حرف الروي، لم يجز معها «أحمدا» وجاز له معها «بشرى، وحبلى، وعصا، وأفعى» ، ومن ذلك قول الشاعر:

داينت أروي والدّيون تقضى ... فمطلت بعضا وأدّت بعضا

فلزم الضاد من «تقضى» وجعل الياء وصلا، فشبهها بحرف المد الذي في القافية، ومثله:

ولأنت تفري ما خلقت وبع ... ض القوم يخلق ثم لا يفري

ومثله:

هجرتك بعد تواصل دعد ... وبدا لدعد بعض ما يبدو

و «يرمي» مع «يقضي» جائز إذا كان الياء حرف الرويّ لانها من أصل الكلمة.

ومما لا يجوز أن يكون رويا، الحروف المضمرة كلها، لدخولها على