القوافي بعد تمامها، مثل: اضربا، واضربوا، واضربي، لان الف «اضريا» لحقت اضرب وواو «اضربوا» لحقت اضرب، وياء «اضربي» لحقت اضرب- بعد تمامها، فلذلك كانت وصلا، ولانها زائدة مع هذا في نحو قول الشاعر:
لا يبعد الله جيرانا تركتهم ... لم أدر بعد غداة البين ما صنع
يريد: ما صنعوا. ومثله:
يا دار عبلة بالجواء تكلّمي ... وعمي صباحا دار عبلة واسلم
يريد: واسلمي، فجعل الياء وصلا، وبعضهم جعلها رويا على قبح.
وأما ياء «غلامي» فهي أضعف من ياء «اسلمي» ، لانها قد تحذف في بعض المواضع تقال: هذا غلام، تريد غلامي، وقالوا: يا غلام أقبل، في النداء وواغلاماه، فحذفوا الياء، وبعضهم يجعلها رويا على ضعفها، كما قال:
إني آمرؤ أحمي ذمار إخوتي ... إذا رأوا كريهة يرمون بي
ومثله:
إذا تغدّيت وطابت نفسي ... فليس في الحيّ غلام مثلي
قال الاخفش: وقد كان الخليل يجيز «إخواني» مع «أصحابي» ويأبى عليه العلماء، ويحتج بقول الشاعر:
بازل عامين حديث سنّي ... لمثل هذا ولدتني أمّي «١»
وحرف الإضمار إذا كان ساكنا كان ضعيفا، فإذا تحرّك قوي وجاز أن يكون رويا، كقول الشاعر:
ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى ... من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليا
وإنما جاز للكاف أن يكون رويا ولم يجز ذلك للهاء وكلاهما حرف إضمار، لان