ذكرها، ولا يحسن أن يكون رويا إلا ما كان منها محرّكا، لأنّ المتحرّك أقوى من الساكن، وذلك مثل ياء الإضافة التي ذكرنا، أو ما كان منها حرفا قويا: مثل الكاف والميم والنون، فإنها تكون رويا ساكنة كانت أو متحرّكة، وذلك مثل قول الشاعر:
قفي لا يكن هذا تعلّة وصلنا ... لبين، ولا ذا حظّنا من نوالك
ثم قال:
أبرّ وأوفى ذمّة بعهوده ... إذا وازنت شمّ الذّرى بالحوارك
وقال آخر:
قل لمن يملك الملو ... ك وإن كان قد ملك
قد شريناك مرة ... وبعثنا إليك بك
وقال آخر في الهاء:
رموني وقالوا يا خويلد لا ترع ... فقلت وأنكرت الوجوه هم هم
ولآخر:
نمت في الكرام بني عامر ... فروعي وأصلي قريش العجم
فهم لي فخر إذا عدّدوا ... كما أنا في الناس فخر لهم
وقال آخر في النون:
طرحتم من التّرحال أمرا فعمّنا ... فلو قد رحلتم صبّح الموت بعضنا
وقال آخر:
فهل يمنعني ارتيادي البلا ... دمن حذر الموت أن يأتين
أليس أخو الموت مستوثقا ... عليّ فإن قلت قد أنسأن
وأمّا الهاء فقد أجمعوا ان لا تكون رويا لضعفها، إلا أن يكون ما قبلها ساكنا كما قد ذكرنا.