قالوا: فإذا خرج الولد من الرحم دفعت الطبيعة ذلك الدم الذي كان الجنين يغتذيه إلى الثديين؛ وهما عضوان ناهدان عصبيان يصيّرانه لبنا خالصا سائغا للشاربين.
وقالوا: يعيش الإنسان حيث تعيش النار، ويتلف حيث لا تبقى النار.
وأصحاب المعادن والحفائر إذا هجموا على نفق في بطن الأرض أو مغارة قدّموا شمعة في طرف قناة، فإن عاشت النار وثبتت دخلوا في طلبها، وإلا أمسكوا.
والعرب تتشاءم ببكر ولد الرجل إذا كان ذكرا. وكان قيس بن زهير أزرق بكرا ابن بكرين.
وحدث محمد بن عائشة عن حماد عن قتادة عن عبد الله بن حارث بن نوفل، قال:
بكر البكرين شيطان مخلّد لا يموت إلى يوم القيامة. يعني من الشياطين.
قالوا: وابن المذكّرة من النساء والمؤنث من الرجال أخبث ما يكون، لأنه يأخذ بأخبث خصال أبيه وخصال أمه.
والعرب تذكر أن الغيرى لا تنجب: وقال عمرو بن معديكرب:
ألست تصير إذا ما نسب ... ت بين المغارة والأحمق
وقالت الحكماء: كل امرأة أو دابة تبطيء عن الحمل، إن واقعها الفحل في الأيام التي يجري فيها الماء في العود فإنها تحمل بإذن الله.
وقالت الحكماء: الزنج شرار الخلق وأردؤهم تركيبا، لأن بلادهم سخنت جدا فأحرقتهم في الأرحام، وكذلك من بردت بلاده فلم تنضجه الرحم؛ وإنما فضل أهل بابل لعلة الاعتدال؛ والشمس هي التي شيّطت شعور الزنج فقبّضتها؛ والشعر إن أدنيته من النار تقبّض، فإن زدته شيئا تفلفل، فإن زدته احترق.