فإذا كان وقت الموسم وضع عليه تابوت حديد مثقب لئلا تناله الأيدي.
وحول البيت كله سوار ستّ غلاظ مربعة من حديد مذهبة، ورءوسها مذهبة أيضا، يوقد عليها بالليل للطائفين، بين كل عمود منها والبيت نحو ما بين المقام والبيت.
وزمزم بشرقي الركن الأسود، بينهما مثل الثلاثين ذراعا، وهي بئر واسعة، تنّورها من حجر مطوّق أعلاه بالخشب، وسقفها قبو مزخرف بالفسيفساء على أربعة أركان تحت كل ركن منهما عمودان من رخام متلاصقان، وقد سد ما بين كل ركنين منهما بشرجب «١» خشب، وردّ إلى باب من جهة المشرق، وحول القبو كله مثل البرطلة»
، وبشرقي زمزم بيت مقدر، سقفه مزخرف بالفسيفساء أيضا مقفل عليه، وشرقي هذا البيت بيت كبير مربع له ثلاثة أقباء، وفي كل وجه منه باب.
وحمام المسجد كثير أنيس، يكاد الإنسان أن يطأه بقدمه، لأنسه بالناس؛ وهو في لون حمام الأبرجة عندنا، إلا أنه أقدر منه، وليس منه حمامة تجلس على البيت ولا تطير عليه، ولقد همني ذلك، فرأيتها حين تكاد أن تحاذي البيت وهي مستعلية في طيرانها ذلك، غطست حتى تصير دونه، وأخذت عن يمينه أو يساره، وزرقها ظاهر بارز على البيوت التي في المسجد، إلا بيت الله الحرام فانه نقى ليس فيه ولا عليه أثر، فسبحان معظّمه ومقدّسه ومطهّره، وتعالى علوا كبيرا! وبين باب الصفا- وهو بقبلي البيت- والصفا، الشارع، وهو ببطن الوادي؛ وبعد الشارع فناء كبير فيه الباعة، ثم الصفا في أصل جبل أبي قبيس، قد أحدق به البناء إلا من الوجه الذي يرقى إليها منه، والرقي إليها على ثلاث درج مبنية بالصخر، والواقف على الصفا مستقبل الجوف ينظر إلى البيت من باب الصفا.
والمروة بشرقي المسجد، وهي من الصفا بين المشرق والمغرب، قد أحدق بها البناء