أيضا إلا من وجه المصعد إليها، وهو من أعلى القصور، بينها وبين المسجد الحرام الزقاق الضيق، فالواقف على المروة مستقبل البيت تجاه الفرجة يرى الميزاب وما اتصل به من البيت، وبين الصفا والمروة شبيه بما بين باب السقاية والمسجد الجامع، والساعي بينهما إذا هبط من الصفا يريد المروة سلك في الشارع وهو بطن الوادي، عن يمينه القصور، وعن يساره المسجد؛ ويعترضه بطن واد إذا انصب فيه أرقل «١» حتى يخرج عن آخره، وله علمان أخضران في جانبي الوادي، أحدهما وهو الأوّل خلف باب الصفا لاصق بالسور، والثاني أمامه بائن، عن السور جعلا ليفهم بهما حدّ الوادي الذي يرمل فيه.
ومنى قرية بشرقي مكة، تنحو إلى القبلة قليلا خارجة عن الحرم، على نحو الفرسخ منها؛ وفيها بنيان وسقايات، وأول ما يلقى منها الخارج من مكة إليها، جمرة العقبة، بعد يوم النحر، أيام التشريق؛ وبها مسجد أكبر من جامع قرطبة، وهو مسجد الخيف، له مما يلي المحراب أربع بلاطات معترضة، سقفها من جرائد النخل، وعمدها مجصّصة «٢» ، والمنبر على يسار المحراب، والباب الذي يخرج منه الإمام عن يمينه، وفي وسط صحن المسجد منارة، وفي كل جانب منها سقيفة.
والمزدلفة، وهي المشعر الحرام، بين منى وعرفة، وهي من منى على نحو الفرسخين، ولها مسجد مجصّص لا بناء فيه إلا الحائط الذي فيه المحراب، والباب الذي يخرج منه الإمام عن يمينه، وفي الوسط صحن المسجد؛ وليس فيها ساكن.
وعرفة بشرقي منى على نحو الفرسخين منها، ليس بها ساكن ولا بناء، إلا سقايات وقنوات يجري فيها الماء، وليس بمسجدها بنيان إلا الحائط الذي فيه المحراب؛ وموقف الناس يوم عرفة بعرفة في الجبل وما يليه مما تحته؛ والجبل بين المشرق والجوف من مسجدها، وفي الموضع الذي يقف فيه الإمام ماء جار. ومحراب منى وعرفة والمزدلفة إلى نحو المغرب.