أتبغي أذاها وإعسارها ... وحولك غوث وأنعامها
وإنّا لنطعم أضيافنا ... من الكوم بالسيف نعتامها «١»
وأمرني بدفع راحلة عوض راحلتك، فخذها؛ فأخذها.
ولحاتم بن عبد الله أيضا:
أماويّ قد طال التجنّب والهجر ... وقد عذرتنا في طلابكم العذر
أماويّ إنّ المال غاد ورائح ... ويبقى من المال الأحاديث والذّكر
أماويّ إمّا مانع فمبيّن ... وإما عطاء لا ينهنهه الزّجر
أماويّ إني لا أقول لسائل ... إذا جاء يوما حلّ في مالي النّزر «٢»
أماويّ ما يغنى الثّراء عن الفتى ... اذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
أماويّ إن يصبح صداي بقفرة ... من الأرض لا ماء لديّ ولا خمر
تري أنّ ما أنفقت لم يك ضرّني ... وأنّ يدي مما بخلت به صفر
إذا أنا دلاني الذين يلونني ... بمظلمة زلج جوانبها غبر «٣»
وراحوا سراعا ينفضون أكفّهم ... يقولون قد أدمى أضافرنا الحفر
أماويّ إنّ المال مال بذلته ... فأوّله شكر وآخره ذكر
وقد يعلم الأقوام لو أنّ حاتما ... أراد ثراء المال كان له وفر
فإنّي وجدّي ربّ واحد أمّه ... أجرت فلا قتل عليه ولا أسر
ولا أظلم ابن العمّ إن كان إخوتي ... شهودا وقد أودى بإخوته الدّهر
غنينا زمانا بالتّصعلك والغنى ... وكلّا سقاناه بكاسيهما الدهر
فما زادنا بأوا على ذي قرابة ... غنانا، ولا أزرى بأحلامنا الفقر «٤»
وأما هرم بن سنان فهو صاحب زهير الذي يقول فيه:
متى تلاق على علاته هرما ... تلق السّماحة في خلق وفي خلق