للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليمنه وبركته، والمختوم به لطيبه ونظافته؛ وأمّا ما سوى ذلك فالمعبّر عنا فيه كتاب الله تعالى إذ يقول: لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ ...

«١» إلى آخر الآية.

وكتب إبراهيم بن المهدي إلى صديق له:

لو كانت التحفة على حسب ما يوجبه حقّك، لأجحف بنا أدنى حقوقك؛ ولكنه على قدر ما يخرج الوحشة ويوجب الأنس، وقد بعثت بكذا وكذا.

وكتب رجل إلى المتوكل على الله وقد أهدى إليه قارورة من دهن الأترج:

إن الهدية يا أمير المؤمنين، إذا كانت من الصغير إلى الكبير فكلما لطفت ودقت كانت أبهى وأحسن، وإذا كانت من الكبير إلى الصغير فكلما عظمت وجلّت كانت أنفع وأوقع؛ وأرجو أن لا تكون قصرت بي همة أصارتني إليك، ولا أخرّني رشاد دلني عليك، وأقول:

ما قصّرت همة بلغت بها ... بابك يا ذا الندى وذا الكرم

حسبي بودّيك إن ظفرت به ... ذخرا وعزّا يا واحد الأمم

أهدى حبيب بن أوس الطائي إلى الحسن بن وهب قلما، وكتب معه إليه هذه الأبيات:

قد بعثنا إليك أكرمك الله ... بشيء فكن له ذا قبول

لا تقسه إلى ندا كفّك الغمر ... ولا نيلك الكثير الجزيل

فاستجز قلّة الهديّة مني ... فقليل المقلّ غير قليل

ومن قولنا في هذا المعنى وقد أهديت سلة عنب ومعها:

أهديت بيضا وسودا في تلوّنها ... كأنّها من بنات الروم والحبش

عذراء تؤكل أحيانا وتشرب أح ... سيانا فتعصم من جوع ومن عطش