وقيل لعبد الملك بن مروان: عجل عليك الشيب يا أمير المؤمنين! قال: شيّبتني ارتقاء المنابر وتوقّع الّلحن.
وقيل لرجل من الشعراء: عجل عليك الشيب. فقال: وكيف لا يعجل وأنا أعصر قلبي في عمل لا يرجى ثوابه، ولا يؤمن عقابه.
وقال حبيب الطائي:
غدا الشيب مختطا بفوديّ خطّة ... طريق الرّدى منها إلى النفس مهيع «١»
هو الزّور يجفى والمعاشر يجتوى ... وذو الإلف يقلى والجديد يرقّع «٢»
له منظر في العين أبيض ناصع ... ولكنّه في القلب أسود أسفع «٣»
وقال محمود الوراق:
بكيت لقرب الأجل ... وبعد فوات الأمل
ووافد شيب طرا ... بعقب شباب رحل
شباب كأن لم يكن ... وشيب كأن لم يزل
طواك بشير البقا ... وجاء بشير الأجل
وقال أيضا:
لا تطلبنّ أثرا بعين ... فالشّيب إحدى الميتتين
أبدى مقابح كلّ شين ... ومحا محاسن كلّ زين
فإذا رأيت الغانيا ... ت رأين منك غراب بين
ولربما نافسن في ... ك وكنّ طوعا لليدين
أيام عمّمك الشّبا ... ب وأنت سهل العارضين «٤»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute