للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الناسُ عنهُ أنْ يقالَ عندَ قبرِه: يا فلانُ، قلْ لا إلهَ إلا اللهُ ثلاثَ مراتٍ، يا فلانُ قلْ: ربيَ اللهُ، وديني الإسلام، ونبيَّ محمدٌ. رواهُ سعيدُ بنُ منصورٍ موقوفًا) على ضمرةَ بن حبيب، (وللطبراني نحوُهُ منْ حديثِ أبي أمامةَ مرفوعًا مطولًا).

ولفظُه عنْ أبي أمامةَ: "إذا أنا متُّ فاصنعُوا بي كما أمرَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أنْ نصنعَ بموتانا؛ أمرَنَا رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: إذَا ماتَ أحَد منْ إخوانِكم فسوَّيتمُ الترابَ على قبرهِ، فليقمْ أحدُكم على رأسِ قبرهِ ثمَّ ليقلْ: يا فلانُ ابنُ فلانةَ؛ فإنهُ يسمعُه ولا يجيبُ، ثمَّ يقولُ: يا فلانُ بنُ فلانةَ؛ فإنهُ يستوي قاعدًا، ثم يقول: يا فلان بن فلانة؛ فإنه يقول: أرشدْنا يرحمكَ اللَّهُ، ولكنْ لا تشعرونَ فليقلْ: اذكرْ ما كنتَ عليهِ في الدنيا منْ شهادةِ أنْ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وأنَّكَ رضيتَ باللهِ ربًا، وبالإسلامِ دينًا، وبمحمدٍ نبيًا، وبالقرآنِ إمامًا، فإنَّ منكرًا ونكيرًا يأخذُ كلُّ واحدٍ منْهما بيدِ صاحبِه فيقولُ: انطلقْ بنَا ما يقعدُنا عندَ مَنْ قدْ لُقِّنَ حجَّتَهُ، فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ، فإنْ لم يعرفْ أَمَّهُ قالَ: ينسبُهُ إلى أمهِ حواءَ يا فلانُ بنُ حواءَ". قالَ المصنفُ (١): إسنادُه صالحٌ، وقدْ قوَّاهُ أيضًا في الأحكامِ لهُ.

قلت: قالَ الهيثميُّ (٢) بعدَ سياقهِ ما لفظهُ: أخرجهُ الطبراني في الكبيرِ"، وفي إسنادهِ [رجال] (٣) لمْ أعرفْهم، وفي هامشهِ: فيهِ عاصمُ بنُ عبدِ اللهِ ضعيفٌ. ثمَّ قالَ: والراوي عنْ أبي أمامةَ سعيدٌ الأزديِّ بيضَ لهُ أبو حاتمٍ.

قالَ الأثرمُ: قلتُ لأحمدَ بن حنبلٍ: هذَا الذي تصنعونهُ إذَا دفنَ الميتُ يقفُ الرجلُ ويقولُ: يا فلانُ ابنُ فلانةَ، قالَ: ما رأيتُ أحدًا يفعلُه إلَّا أهلَ الشامِ حينَ ماتَ أبو المغيرةِ يُرْوَى فيهِ عنْ أبي بكرٍ ابن أبي مريمَ عنْ أشياخِهم أنَّهم كانُوا يفعلونهُ. وقدْ ذهبَ إليهِ الشافعيةُ وقالَ في المنارِ (٤): إنَّ حديثَ التلقينِ هذَا حديثٌ لا يشُكُّ أهلُ المعرفةِ بالحديثِ في وضْعِهِ، وأنهُ أخرجهُ سعيدُ بنُ منصورٍ في سننهِ


(١) في "التلخيص الحبير" (٢/ ١٣٥ - ١٣٦).
(٢) في "مجمع الزوائد" (٢/ ٣٢٤) و (٣/ ٤٥).
(٣) في (ب): "جماعة".
(٤) (١/ ٢٧٨).