للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إحدى الأربعِ الخطبِ المسنونة [في الحج] (١). والثانيةُ يومُ السابعِ منْ ذي الحجةِ يخطبُ عندَ الكعبةَ بعدَ صلاةِ الظهرِ، والثالثةُ يومُ النحرِ، والرابعة يومُ النفرِ الأولِ، وهوَ اليومُ الثاني من أيامِ التشريق [ويأتي الكلام عليها] (٢). وفي قولِه: "ثمَّ ركبَ حتَّى أَتَى الموقفَ إلى آخرِه" سننٌ وآدابٌ منْها:

أنهُ يجعلُ الذهابَ إلى الموقفِ عندَ فراغِه منَ الصلاتينِ.

ومنها: أن الوقوفَ راكبًا أفضلُ.

ومنها: أنْ يقفَ عندَ الصخراتِ، وهي صخراتٌ متفرشاتٌ في أسفلِ جبلِ الرحمةِ، وهوَ الجبلُ الذي بوسطِ أرضِ عرفاتٍ.

ومنها: استقبالُ القبلةِ في الوقوفِ.

ومنها: أنهُ يبقَى في الموقفِ حتى تغيبَ الشمسُ، ويكونَ في وقوفِه داعيًا فإنهُ - صلى الله عليه وسلم - وقفَ على راحلتِه راكبًا يدعُو الله عزَّ وجلَّ، وكانَ في دعائِه رافعًا يديْهِ إلى صدْرِه، وأخبرَهم أن خيرَ الدعاءِ دعاءُ يوم عرفةَ، وذكرَ منْ دعائِه في الموقفِ: "اللَّهمَّ لكَ الحمدُ [كالذي] (٣) نقولُ وخيرًا مما نقولُ، اللَّهمَّ لكَ صلاتي ونُسُكي ومحيايَ ومماتي وإليكَ مآبي، ولكَ تراثي، اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من عذابِ القبرِ، ووسواسِ الصدرِ، وشتاتِ الأمرِ، اللهمَّ إني أعوذُ بكَ منْ شرِّ ما تجيءُ بهِ الريحُ"، ذكرهُ الترمذيُّ (٤).

ومنها: أنْ يدفعَ بعدَ تحقق [غروب الشمس] (٥) بالسكينةِ، ويأمرَ الناسَ بها إنْ كان مُطاعًا، ويضمَّ زمامَ مركوبِه لئلا يسرعَ في المشي، إلَّا إذا أَتَى حبلًا منْ حبالِ الرمالِ أرخَاه قليلًا ليخفَّ على مركوبِه صعودُه، فإذا أَتَى المزدلفةَ نزل بها، وصلَّى المغربَ والعشاءَ جمْعًا بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ، وهذا الجمعُ متفقٌ عليهِ، وإنَّما اختلف العلماء في سببهِ فقيلَ: لأنهُ نُسُكٌ، وقيلَ: [لأجلِ أنَّهم


(١) زيادة من النسخة (أ).
(٢) زيادة من النسخة (أ).
(٣) في النسخة (أ): "مثل الذي".
(٤) في "السنن" (٣٥٢٠) وقال: غريب من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي.
وهو حديث ضعيف. انظر: "الضعيفة" للألباني (رقم ٢٩١٨).
(٥) في النسخة (أ): "غروبها".