للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا"، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (١)، وَاللَّفْظُ لِلْبُخَارِيِّ. [صحيح].

وَلِمُسْلِم (٢): "فَإِنْ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ، وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمهَا كَسَرْتَهَا، وَكَسْرُها طَلاقُهَا".

(وعنْ أَبي هريرةَ - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: منْ كانَ يؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ فلا يؤذي جارَهُ، واستوصُوا بالنساءِ خيرًا فإنهنَّ خُلِقْنَ منْ ضِلعٍ) بكسرِ الضادِ المعجمةِ وفتحِ اللامِ وإسكانِها، واحدُ [الأضلع] (٣) (فإنَّ أعوجَ شيء في الضلعِ أعلاهُ إذا ذهبتَ تقيمهُ كسرتَه وإنْ تركتَه لم يزلْ أعوجَ، واستوصُوا بالنساءِ خيرًا) أي اقبلُوا الوصيةَ فيهنَّ، والمعنَى إني أوصيكم بهنَّ خيرًا، أو المعنَى يوصي بعضكم بعضًا فيهنَّ خيرًا (متفقٌ عليهِ واللفظُ للبخاريِّ. ولمسلمٍ: فإنِ استمتعتَ بها استمتعتَ بها وبها عِوَجٌ) هوَ بكسرِ أولِه على الأرجحِ (وإنْ ذهبتَ تقيمها كسرتَها وكسرُها طلاقُها). الحديثُ دليلٌ على عِظَمِ حقِّ الجارِ وأنّ من آذى الجار فليس بمؤمن بالله واليومِ الآخر، وهذا وإنْ كانَ يلزمُ منهُ كفرُ مَنْ آذى جارَه إلَّا أنهُ محمولٌ على المبالغةِ؛ لأنَّ منْ حقِّ الإيمانِ ذلكَ فلا ينبغي لمؤمنِ الاتصافُ بهِ وقدْ عدَّ أذَى الجارِ منَ الكبائرِ، والمراد منْ كانَ يؤمنُ إيمانًا كاملًا. وقدْ وصَّى اللَّهُ على الجارِ في القرآنِ، وحدُّ الجارِ إلى الأربعين دارًا كما أخرجَ الطبرانيُّ (٤) أنهُ: "أَتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ إني نزلتُ في محلِّ بني فلانٍ وإنَّ أشدَّهم لي أذىً أقربُهم إليَّ دارًا، فبعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أبا بكرٍ وعمرَ وعليًا - رضي الله عنهم - يأتون المسجدَ فيصيحونَ على أن أربعينَ دارًا جارٌ ولا يدخلُ الجنةَ منْ خافَ جارُه بوائقهُ (٥) ". وأخرج الطبرانيُّ في "الكبير" "والأوسطِ" (٦):


(١) البخاري رقم (٥١٨٥) و (٦٥١٨) و (٦١٣٦) و (٦١٣٨) و (٦٤٧٥)، ومسلم رقم (٦٥، ٥٩، ٦٠/ ١٤٦٨).
(٢) رقم (٥٩/ ١٤٦٨).
(٣) في (ب): "الأضلاع".
(٤) عزاه إليه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ١٦٩) من حديث كعب بن مالك وقال: فيه يوسف بن السفر وهو متروك.
(٥) البوائق جمع بائقة وهي الداهية والشر الشديد.
(٦) أخرجه الطبراني في "الأوسط" رقم (٤٠٨٠) وعزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ١٦٤) إلى "الكبير" أيضًا. وقال: وفيه يحيى بن سعيد العطار وهو ضعيف.
قلت: وفيه أيضًا (حفص بن سليمان القاضري) وهو متروك. =