للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تبلغُ الجوفَ ومثلُه في غيره (ثلثُ الديةِ، وفي المنقِّلَةِ) اسمُ فاعلٍ منْ نقَّل - مشدَّدُ القافِ - وهيَ التي تخرجُ منْها صغارُ العظامِ وتنتقلُ منْ أماكِنها، وقيلَ التي تنقلُ العَظْمَ أي تَكْسِرُهُ (خمسَ عَشْرَةَ منَ الإبلِ، وفي كلِّ أُصْبُعٍ منْ أصابعِ اليدِ والرِّجْلِ عَشْرٌ منَ الإبلِ، وفي السِّنِّ خمسٌ مِنَ الإبلِ، وفي الموضحَةِ) اسمُ فاعلٍ منْ أوضحَ وهي التي توضِحُ العظْمَ وتَكْشِفُهُ (خمسٌ منَ الإِبِلِ، وإنَّ الرجلَ يقْتَلُ بالمرأةِ، وعلَى أهلِ الذهبِ ألفُ دينارٍ. أخرجَهُ أبو داودَ في "المراسيلِ" والنسائيُّ وابنُ خزيمةَ وابنُ الجارودِ وابنُ حِبَّانَ وأحمدُ واختلفوا في صِحَّتِهِ)، قالَ أبو داودَ في "المراسيل" (١): قدْ أسندَ هذَا ولا يصحُّ والذي قالَ في إسنادِه سليمانُ بنُ داودَ وَهْمٌ إنَّما هوَ ابنُ أَرْقَمَ (٢).

قالَ أبو زرعةَ: عرضْتُه على أحمدَ فقالَ: سليمانُ بنُ داودَ هذا ليسَ بشيءٍ.

وقالَ ابنُ حبانَ (٣): سليمانُ بنُ داودَ اليمانيِّ ضعيفٌ، وسليمانُ بنُ داودَ الخولانيُّ ثقةٌ، وكلاهُما يرويانِ عنِ الزهريِّ، والذي يروي حديثَ الصدقاتِ هوَ الخولانيُّ، فَمَنْ ضعَّفهُ ظَنَّ أنَّ الراويَ هو اليمانيُّ.

وقالَ الشافعيُّ (٤): لم ينقلُوا هذا الحديثَ حتَّى ثبتَ عندَهم أنهُ كتابُ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. قالَ ابنُ عبدِ البرِّ (٥): هذا كتابٌ مشهورٌ عند أهلِ السِّيرِ معروفٌ ما فيهِ عندَ أهلِ العلمِ معرفةٍ يستغنى شهرتُها عنِ الإسنادِ (٦)، لأنهُ أشبهَ المتواترَ لتلقي الناسِ [له] (٧) بالقَبولِ والمعرفةِ.

قالَ العقيليُّ (٨): حديثُ ثابتٍ محفوظ إلَّا أنَّا نَرَى أنهُ كتابٌ غيرُ مسموعٍ عمَّنْ فوقَ الزهريِّ.


(١) (ص ٢١٣).
(٢) انظر: "الجوهر النقي" لابن التركماني (٤/ ٨٩)، و"ميزان الاعتدال" (٢/ ٢٠١ - ٢٠٢).
(٣) في كتابه "الثقات" (٦/ ٣٨٧).
(٤) في "الرسالة" ٤٢٢ رقم ١١٦٣.
(٥) في "التمهيد" (١٧/ ٣٣٨).
(٦) قلت: لا بد من الإسناد في كل أمر من أمور الدين وعليه الاعتماد. روى مسلم في مقدمة صحيحه (١/ ٨٧ - بشرح النووي)، عن عبد اللهِ بن المبارك قال: الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء".
(٧) في (ب): "إياه".
(٨) في "الضعفاء الكبير" (٢/ ١٢٨).