للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قولِهِ: {وَأَيْدِيَكُمْ} (١) الآيةُ، وأنهُ يقدمُ اليمنى، (إلى المِرْفَقِ) بكسرِ ميمِهِ، وفتح فائهِ، وبفتحهمَا، وكلمةُ (إلى) في الأصل للانتهاءِ، وقد تستعمل بمعنى مَعَ، وبينَتِ الأحَاديثُ أنهُ المرادُ، كما في حديث جابرٍ: "كان - صلى الله عليه وسلم - يديرُ الماءَ على مرفقيهِ"، أي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -. أخرجهُ الدارقطنيُّ (٢) بسندٍ ضعيفٍ، وأخرجَ (٣) بسندٍ حسنٍ في صفةِ وضوءِ عثمانَ أنهُ غسلَ يديهِ إلى المِرْفَقينِ حتى مسحَ أطرافَ العضُدَينِ، وهوَ عندَ البزَارِ (٤)، والطبرانيِّ (٥) منْ حديثِ وائلِ بن حجرٍ في صفةِ الوضوءِ: "وغسلَ ذراعيهِ حتى جاوزَ المرافقَ".

وفي الطحاويِّ (٦)، والطبرانيِّ (٧) من حديثِ ثعلبةَ بن عبادٍ عنْ أبيهِ: "ثمَّ غسلَ ذراعيهِ حتى [سال] (٨) الماءُ على مرفقيهِ"، فهذهِ الأحاديثُ يقوي بعضُها بعضًا (٩). قَالَ إسحاقُ بنُ راهويه: (إلى) في الآيةِ: يحتملُ أنْ تكونَ بمعنى الغايةِ، وأنْ تكونَ بمعنى مَعَ، فبيَّنتِ السنَّةُ أنَّها بمعْنى معَ.


(١) سورة المائدة: الآية ٦.
(٢) في "السنن" (١/ ٨٣ رقم ١٥)، وقال الدارقطني: ابن عقيل ليس بقوي.
قلت: أورده ابن شاهين في "تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين" (ص ١٥٨ رقم ٥١٧)، وقال عنه: ليس هو بشيء. وانظر: "التلخيص الحبير" (١/ ٥٧ رقم ٥٦).
(٣) أي الدارقطني في "السنن" (١/ ٨٣ رقم ١٧)، وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (١/ ٢٩٢): إسناده حسن.
(٤) (١/ ١٤٠ رقم ٢٦٨ - "كشف الأستار").
(٥) عزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٢٣٢)، للطبراني في "الكبير" (ج ٢٢ رقم ١١٨) - وللبزار - (رقم ٢٦٨ - كشف) - وقال: فيه سعيد بن عبد الجبار. قال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات". وفي سند البزار والطبراني: محمد بن حجر وهو ضعيف. وفي حديث البزار طولٌ في أمر الصلاة يأتي في صفة الصلاة إن شاء الله.
(٦) في "شرح معاني الآثار" (١/ ٣٧).
(٧) عزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٢٢٤) للطبراني في "الكبير".
(٨) في النسخة (أ): "سيل".
(٩) قلت: وأصح من هذه الأحاديث ما أخرجه مسلم (١/ ٢١٦ رقم ٣٤/ ٢٤٦): عن نُعَيْمِ بن عَبدِ اللَّهِ المُجْمِرِ؛ قال: رأيتُ أبا هريرة يتوضأُ فَغَسَل وَجْهَهُ فَأَسْبَغَ الوُضُوءَ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُمْنَى حتى أَشْرَعَ في العَضُدِ، ثُمَّ يَدَهُ اليُسْرَى حَتى أَشْرَعَ في العَضُدِ، ثم مَسَحَ رأسَهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ اليُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ في السَّاقِ، ثُم غَسَلَ رِجْلَهُ اليُسْرَى حتى أَشْرَعَ في السَّاقِ، ثم قال: هكذا رأيتُ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ … ".