للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

طرقهِ يشدّ بعضُها بعضًا، ويشهدُ لها أحاديثُ مسحِهمَا معَ الرأسِ مرةً واحدةً، وهي أحاديثُ كثيرٌ عن عليّ (١)، وابنِ عباسٍ (٢)، والربيعِ (٣)، وعثمانَ (٤)، كلُّهم متَّفقونَ على أنهُ مَسَحَهُمَا معَ الرأسِ مرةً وأحدةً، أيْ بماءٍ واحدٍ كما هوَ ظاهرُ لفظِ: مرةً، إذْ لوْ كانَ يؤخذُ للأذنينِ ماءٌ جديدٌ ما صدقَ أنهُ مسحِ رأسَهُ وأذنيهِ مرةً واحدةً، وإنْ احتملَ أن المرادَ أنهُ لم يكررْ مسحَهُمَا، وأنهُ أخذ لهُمَا ماءً جديدًا فهوَ احتمالٌ بعيدٌ.

وتأويلُ حديثِ: إنهُ أخذَ لهما ماءً خلافَ الذي مسحَ بهِ رأسَهُ، أقربُ ما


= إلى ذلك الطريق الأخرى عن الصحابة الآخرين ازداد قوة، بل إنه ليرتقي إلى درجة المتواتر عند بعض العلماء اهـ.
(١) أخرجه الدارقطني (١/ ٩٢) رقم (٦) من طريق مسهر بن عبد الملك بن سلع عن أبيه، عن عبد خير عن علي: (أنه توضأ ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه وأذنيه ثلاثًا. وقال: هكذا وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحببت أن أريكموه). وهذا إسناد صالح.
(٢) أخرجه أبو داود (١/ ٩٢) رقم (١٣٣)، والترمذي (١/ ٥٢) رقم (٣٦)، والنسائي (١/ ٧٤)، والطحاوي في (شرح المعاني) (١/ ٣٢)، وابن خزيمة (١/ ٧٧) رقم (١٤٨)، والحاكم (١/ ١٤٧).
من رواية عطاء بن يسار عنه قال: (توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث، وفيه: (ثم مسحَ برأسِهِ وَأُذُنَيْهِ باطِنِهما، بالسَّبَّابتْينِ، وظاهِرِهِما بإبهامهِ).
قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قلت: وسنده حسن؛ لأن في ابن عجلان ضعفًا يسيرًا، لكنه قد توبع، فيرتقي الحديث إلى درجة الحسن.
(٣) أخرجه أبو داود (١/ ٨٩) رقم (١٢٦)، والترمذي (١/ ٤٩) رقم (٣٤)، والطحاوي في (شرح المعاني) (١/ ٣٣)، والدارقطني (١/ ٨٧) رقم (٢) عنها قالت: (رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضَّأُ - قالت: فمسحَ رَأْسَهُ، ومَسَحَ ما أقْبلَ مِنْهُ وما أدْبَرَ، وصُدْغَيْهِ وَأُذُنيْهِ مَرَّةً واحِدَةً).
قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قلت: وسنده حسن؛ لأن في ابن عجلان ضعفًا يسيرًا لكنه توبع، فيرتقي الحديث إلى درجة الحسن.
(٤) أخرجه أحمد (١/ ٦٨)، والدارمي (١/ ١٧٩)، وأبو داود (١/ ٨٠) رقم (١٠٨)، والطحاوي في (شرح المعاني) (١/ ٣٢)، والدارقطني (١/ ٨٦) رقم (١٢)، والبيهقي (١/ ٦٤) وفيه: (فأخذ ماء فمسح رأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما).
قلت: وسنده حسن.