للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عنْ مسألةٍ وُكِلْتَ إليها، وإنْ أعطيتَها عنْ غيرِ مسألةٍ أُعِنْتَ عليها". وأخرجَ أبو داودَ (١) والترمذيُّ (٢) عنهُ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ طَلَبَ القضاءَ واستعانَ عليهِ وُكِلَ إليهِ، ومَنْ لم يطلبْه ولم يستعنْ عليهِ أنزلَ اللَّهُ مَلكًا يسدِّده". وفي صحيحِ (٣) مسلمٍ أنهُ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "واللَّهِ لا نولِّي هذا الأمرَ أحدًا سألَه، ولا أحدًا حرَصَ عليهِ" حرَصَ بفتحِ الراءِ. قالَ اللَّهُ تعالَى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} (٤)، ويتعينُ على الإمامِ أنْ يبحثَ عنْ أَرضَى الناسِ وأفضلِهم فيوليهِ، لما أخرجَه الحاكمُ (٥) والبيهقيُّ (٦) أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "من استعملَ رجلًا على عصابةٍ وفي تلكَ العصابةِ مَنْ هوَ أرضَى للَّهِ تعالَى منهُ فقدْ خَانَ الله ورسولَه وجماعةَ المسلمينَ"؛ وإنَّما نَهَى عنْ طلبِ الإمارةِ لأنَّ الولايةَ تفيدُ قوةً بعدَ ضعفٍ، وقدرةً بعدَ عجزٍ تتخذُها النفسُ المجبولةُ على الشرِّ وسيلةً إلى الانتقامِ منَ العدوِّ، والنظرِ للصديقِ، وتتبعِ الأغراضِ الفاسدةِ، ولا يوثقُ بحسنِ عاقبتِها، ولا سلامةِ مجاورتها، فالأَوْلَى أن لا [تطلبَ] (٧) ما أمكنَ. وإنْ كانَ قدْ أخرجَ أبو داودَ (٨) بإسنادٍ حسنٍ عنهُ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ طلبَ قضاءَ المسلمينَ [حتى ينالَهُ] (٩) فغلبَ عدْلُه جورَه فلهُ الجنةُ، ومَنْ غَلبَ جورُه عدلَه فلهُ النارُ".


(١) في "السنن" (٣٥٧٨).
(٢) في "السنن" (١٣٢٣) وحسَّنه من حديث أنس.
قلت: وأخرجه ابن ماجه في "السنن" (٢٣٠٩).
وهو حديث ضعيف. انظر: "الضعيفة" للألباني (٣/ ٢٩٦ رقم ١١٥٤).
(٣) في "صحيحه" (١٤/ ١٧٣٣) من حديث أبي موسى.
قلت: وأخرجه البخاري (٧١٤٩).
(٤) سورة يوسف: الآية ١٠٣.
(٥) في المستدرك" (٤/ ٩٢). وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي.
(٦) في "السنن الكبرى" (١٠/ ١١٨) كلاهما عن ابن عباس.
قلت: وأخرجه العقيلي (١/ ٢٤٨) بنحوه وابن عدي في "الكامل" (٢/ ٧٦٣) بلفظ: "من استعمل عاملًا على قوم … " الحديث بنحوه. وفيه حسين بن قيس الرحبي الملقب بحنش متروك. والحديث ضعيف.
(٧) في (أ): "يطلب".
(٨) في "السنن" (٣٥٧٥) وإسنادهُ ضعيف.
(٩) زيادة من (ب).