للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(وعنْ عبدِ اللهِ بن الزبيرِ - رضي الله عنهما - قَالَ: قضَى رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أن الخصمينِ يقعدانِ بينَ يدي الحاكم. رواهُ أبو داودَ، وصحَّحَهُ الحاكمُ)، [وأخرجَه] (١) أحمدُ (٢)، والبيهقيُّ (٣)، كلُّهم منْ [روايةِ] (٤) مصعبِ (٥) بْنِ ثابتِ بن عبدِ اللَّهِ بن الزبيرِ وفيهِ كلامٌ. قالَ أبو حاتم (٦): إنهُ كثيرُ الغلطِ. والحديثُ دليلٌ على شرعيةِ قعودِ الخصمينِ بينَ يدي الحاكمِ، ويسوَّى بينَهما في المجلسِ ما لم يكنْ أحدُهما غيرَ مسلمٍ، فإنهُ يُرْفَعُ المسلمُ كما في قصةِ عليٍّ - عليه السلام - معَ غريمهِ [الذميِّ] (٧) عندَ شريحٍ، وهو ما أخرجَه أبو نعيم (٨) في الحليةِ بسندِه قالَ: "وجدَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ - رضي الله عنه - دِرْعًا لهُ عندَ يهوديٍّ التَقَطها فعرفَها فقالَ: درعي سقطتْ عنْ جملٍ لي


(١) في (أ): "وأخرج".
(٢) في "المسند" (٤/ ٤).
(٣) في "السنن الكبرى" (١٠/ ١٣٥).
(٤) في (أ): "طريق".
(٥) مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير وهو ضعيف.
(٦) في "الجرح والتعديل" (٨/ ٣٠٤) وانظر: "المجروحين" (٣/ ٢٨) و"الميزان" (٤/ ١١٨) و"تقريب التهذيب" (٢/ ٢٥١).
قال الحافظ: لين الحديث، وكان عابدًا. قال أحمد: أراه ضعيف الحديث. وقال ابن معين: ضعيف. وقال أبو حاتم: صدوق كثير الغلط ليس بالقوي.
وقال أبو زرعة والنسائي: ليس بقوي. وذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٤٧٨) وقال: أدخلته في "الضعفاء" وهو ممن استخرت الله فيه.
(٧) في (أ): "اليهودي".
(٨) (٤/ ١٣٩).
قلت: ذكر القصة الذهبي في "الميزان" (١/ ٥٨٥) في ترجمة أبي سُمير حكيم بن خِذام. وذكر الحافظ الذهبي أن أبا حاتم قال: إنه متروك الحديث، وقال البخاري منكر الحديث .. فعلم بذلك أن القصة ضعيفة جدًّا من طريق سمير هذا. وكذلك أوردها أبو نعيم في "الحلية" (٤/ ١٣٩).
• وأورد القصة أيضًا محمد بن خلف الملقب بوكيع في كتابه "أخبار القضاة" (٢/ ١٩٤) بسند آخر مظلم.
• وأورده ابن الجوزي في "العلل" (٢/ ٣٨٨) من هذا الوجه وقال: لا يصح.
• ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (١٠/ ١٣٦) من وجه آخر من طريق جابر الجعفي عن الشعبي وذكر الحديث. وفي إسناده (عمرو بن شَمِر) - انظر ترجمته في: "الكبير" (٦/ ٣٤٤)، و"الجرح والتعديل" (٦/ ٢٣٩)، و"الميزان" (٣/ ٢٦٨) - عن جابر الجعفي - انظر ترجمته في: "المجروحين" (١/ ٢٠٨)، و"الميزان" (٢/ ٣٧٩)، و"الجرح والتعديل" (٢/ ٤٩٧)، و"الكبير" (٢/ ٢١٠) - وهما ضعيفان.