للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بفتحِ الحاءِ المهملةِ وسكونِ الذالِ المعجمةِ (مَنْكِبَيْهِ)، وهذا هوَ رفعٌ [لليدين] (١) عندَ تكبيرةِ الإحرامِ، (وَإِذَا رَكَعَ أَمْكَنَ يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ). تقدمَ بيانهُ في روايةِ أحمدَ (٢) لحديث المسيءِ صلاتُه: "فإذا ركعتَ فاجعلْ راحتيْكَ على ركبتيْكَ، وامددْ ظهرَكَ، ومكِّنْ ركوعَك"، (ثُمَّ هَصَرَ) بفتحِ الهاءِ فصادٍ مهملةٍ مفتوحةٍ فراءٍ (ظَهْرَهُ)، قال الخطابيُّ (٣): أي ثناهُ في استواءٍ مِنْ غيرِ تقويسٍ، وفي روايةٍ للبخاريِّ: (ثمَّ حَنَى) بالحاءِ المهملةِ والنونِ، وهوَ بمعناهِ، وفي روايةٍ: "غيرَ مقنعٍ رأسَهُ ولا مصوِّبهُ"، وفي روايةٍ: "وفرَّجَ بينَ أصابعهِ"، (فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ) أي منَ الركوعِ (اسْتَوَى) زادَ أبو داودَ: "فقالَ سمعَ اللَّهُ لمنْ حمدهُ اللهمَّ ربَّنَا لكَ الحمدُ ورفعَ يديهِ"، وفي روايةٍ لعبدِ الحميدِ زيادةٌ: "حتَّى يحاذِيَ بهمَا منكبيهِ مُعْتَدِلًا"، (حَتى يَعُودَ كُلُّ فَقَارٍ) بفتحِ الفاءِ والقافِ آخرَهُ راءٌ، جمعُ فقارةٍ؛ وهي عظامُ الظهرِ. وفيْها روايةٌ بتقديمِ القافِ على الفاءِ (مَكَانَة)؛ وهي التي عبَّرَ عنْها في حديثِ رِفَاعَةَ (٤) بقولَهِ: "حتَّى تَرجعَ العِظَامُ"، (فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَ يَدَيْهِ غَيْرَ مُفْتَرِشٍ) أي لهما، وعندَ ابن حبانَ: "غيرَ مفترشٍ ذراعيْهِ" (وَلَا قَابِضِهِمَا)، بأنْ يضمَّهُمَا إليهِ (وَاسْتَقْبَلَ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ الْقِبْلَةَ)، ويأتي بيانُهُ في شرحِ حديثِ (٥): "أُمِرْتُ أنْ أسجدَ على سبعةِ أعظُمٍ"، (وَإِذَا جَلَسَ في الرَّكْعَتَيْنِ) جلوسَ التشهدِ الأوسطِ (جلس على رجلهِ اليُسرى، نصبَ اليمنى، وإذا جلس في الركعةِ الأخيرةِ) للتشهدِ الأخيرِ (قدمَ رجلَهُ اليسرى ونَصَب [اليمنى] (٦)، وقعدَ على مَقْعَدَتِهِ. أخرجهُ البخاريُّ) حديثُ أبي حميدٍ هذَا رُوِيَ عنهُ قولًا، وَرُوِيَ عنهُ فعلًا واصفًا فيهمَا صلاتَهُ - صلى الله عليه وسلم -، وفيه بِيانُ صلاتِهِ - صلى الله عليه وسلم -، وأنهُ كانَ عندَ تكبيرةِ الإحرامِ يرفعُ يديهِ حَذْوَ مِنْكَبَيْهِ، ففيهِ دليلٌ عَلَى أَنَّ ذلكَ منْ أفعالِ الصلاةِ، وأنَّ رفعَ اليدينِ مقارِنٌ للتكبيرِ، وهوَ الذي دلَّ عليهِ حديثُ وائلِ بن حجرٍ عندَ أبي داودَ (٧): وقدْ وردَ تقديمُ الرفعِ على التكبيرِ


(١) في (ب): "اليدين".
(٢) في "المسند" (٤/ ٣٤٠) كما تقدَّم قريبًا.
(٣) ذكره ابن حجر في "الفتح" (٢/ ٣٠٨). والذي في "معالم السنن" (الخطابي (١/ ٣٥٧ - مع المختصر): "هصر ظهره: معناه ثنى ظهره وخفضه، وأصل الهصر: أن يأخذ بطرف الشيء ثم يجذبه إليه، كالغصن من الشجرة، ونحوه، فينهصر، أي ينكسر من غير بينونة" اهـ.
(٤) تقدم رقم (٢/ ٢٥٣).
(٥) رقم (٣١/ ٢٨٢).
(٦) في (ب): "الأُخْرى".
(٧) في "السنن" (١/ ٤٦٥ رقم ٧٢٦).