الثانية: تفرد محمد هذا عن أبي الزناد. الثالثة: قول البخاري: لا أدري أسمع محمد بن عبد الله بن حسن من أبي الزناد أم لا. وهذه العلل ليست بشيء ولا تؤثر في صحة الحديث البتة. أما الجواب عن الأولى والثانية، فهو أن الدراوردي وشيخه ثقتان فلا يضر تفردهما بالحديث. وأما الثالثة؛ فليست بعلة إلا عند البخاري بناء على أصله المعروف وهو اشتراط معرفة اللقاء. وليس ذلك بشرط عند جمهور المحدثين بل يكفي عندهم مجرد إمكان اللقاء مع أمن التدليس. وهذا متوفر هنا. فالحديث صحيح بلا ريب. على أن الدراوردي لم يتفرد به بل توبع عليه في الجملة، فقد أخرجه أبو داود (رقم ٨٤١)، والنسائي (٢/ ٢٠٧ رقم ١٠٩٠)، والترمذي (رقم ٢٦٩) من طريق عبد الله بن نافع عن محمد بن عبد الله بن حسن به مختصرًا بلفظ: "يعمد أحدكم فيبرك في صلاته برك الجمل" فهذه متابعة قوية، فإن ابن نافع ثقة أيضًا من رجال مسلم كالدراوردي. انتهى من "إرواء الغليل" (٢/ ٧٨ - ٧٩) بتصرف. (١) في "التاريخ الكبير" (١/ ١٣٩). (٢) في "السنن" (٢/ ٥٨). (٣) أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (١/ ٢٥٤). (٤) أخرجه ابن خزيمة (١/ ٣١٨ رقم ٦٢٧)، والحاكم في "المستدرك" (١/ ٢٢٦)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ١٠٠) وإسناده صحيح. والبخاري معلقًا (٢/ ٢٩٠ الباب ١٢٨). (٥) في الحديث رقم (٤٤/ ٢٩٥). (٦) (١/ ٣١٩ رقم ٦٢٨) وإسناده ضعيف جدًّا، إسماعيل بن يحيى بن سلمة متروك كما في "التقريب" (١/ ٧٥ رقم ٥٦٢)، وابنه إبراهيم ضعيف. وانظر: "فتح الباري" (٢/ ٢٩١).