للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على الرُّكبِ، وقيلَ على الأستِ، وفي حديثٍ أبي أمامةَ عندَ الطبراني (١): "ولو حبوًا على يديهِ ورجليهِ"، وفي روايةٍ جابرٍ عندَهُ أيضًا (٢) بلفظِ: "ولو حَبْوًا أو زحفًا" فيهِ حثٌّ بليغٌ على الإتيانِ إليهمَا، وأنَّ المؤمنَ إذا علمَ ما فيهمَا أتى إليهمَا على أيِّ حالٍ، فإنهُ ما حالَ بينَ المنافق وبينَ هذا الإتيانِ إلّا عدمُ تصديقهِ بما فيهمَا (متفقٌ عليهِ).

٤/ ٣٧٣ - وَعَنْهُ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ أَعْمَى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى المَسْجِدِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ، فَقَالَ: "هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلاةِ؟ "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَأجِبْ"، رَوَاهُ مُسْلِمٌ (٣). [صحيح]

(وعنهُ) أي: عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - (قالَ: أَتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ أَعْمى)، قد وردتْ بتفسيرهِ الروايةُ الأخرى، وأنهُ ابنُ أمِّ مكتومٍ (فقال: يا رسولَ اللهِ، ليسَ لي قائدٌ يقودُني إلى المسجدِ، فرخَّصَ لهُ) أي: في عدمِ إتيانِ المسجدِ، (فلمَّا ولَّى دعاهُ فقالَ: هل تسمعُ النداءَ)، وفي رواية: "الإقامةَ" (بالصلاةِ؟ قالَ: نعمْ، قالَ: فأجبْ. رواهُ مسلمٌ).

كانَ الترخيصُ أوَّلًا مطلقًا عن التقييدِ بسماعهِ النداءَ فرخَّص لهُ، ثمَّ سألهُ: هلْ تسمعُ النداءَ؟ قالَ: نعمْ. فأمرَهُ بالإجابةِ، ومفهومُهُ أنهُ إذا لمْ يسمعْ النداءَ كانَ ذلكَ عُذْرًا لهُ، وإذا سمعَهُ لم يكنْ لهُ عذرٌ عن الحضورِ.

والحديثُ منْ أدلةِ الإيجابِ للجماعةِ عينًا، لكنْ ينبغي أنْ يقيدَ الوجوبُ عينًا على سامعِ النداءِ لتقييدِ حديثٍ الأعمى، وحديثِ ابن عباسٍ لهُ، وما أُطلقَ منَ الأحاديثِ يُحملُ على المقيَّدِ.


(١) أخرجه الطبراني في "الكبير" - كما في "المجمع" (٢/ ٤٣)، وقال الهيثمي: "وفيه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم وقد ضعفهما الجمهور، واختلف في الاحتجاج بهما" اهـ.
(٢) أخرجه أحمد في "المسند" (٣/ ٣٦٧)، وأبو يعلى في "المسند" (٣/ ٣٣٧ رقم ٣٦/ ١٨٠٣) بسند ضعيف.
وأورده الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٤٢)، وقال: "رواه أحمد، وأبو يعلى والطبراني في "الأوسط"، ورجال الطبراني موثقون" اهـ.
(٣) في "صحيحه" (١/ ٤٥٢ رقم ٢٥٥/ ٦٥٣).
قلت: وأخرجه النسائيُّ (٢/ ١٠٩ رقم ٨٥٠).