للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واختلفَ أصحابُ أحمدَ (١)، فقالَ بعضُهم: وقتُها صلاةُ العيدِ، وقيلَ: الساعةَ السادسةَ، وأجازَ مالكٌ الخطبةَ قبلَ الزوالِ دونَ الصلاةِ، وحجتُهم ظاهرُ الحديثِ وما بعدَهُ، وأصرحُ منهُ ما أخرجهُ أحمدُ (٢) ومسلمٌ (٣) من حديثِ جابرٍ: "أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يصلِّي الجمعةَ، ثمَّ نذهبُ إلى جِمَالِنَا فنريحُها حينَ تزولُ الشمسُ، يعني النواضحَ".

وأخرجَ الدارقطنيُّ (٤) عنْ عبدِ اللَّهِ بن شيبانَ قال: "شهدتُ معَ أبي بكر


(١) انظر: "المغني" لابن قدامة (٢/ ١٤٤)، و"الشرح الكبير" (٢/ ١٦٣ - ١٦٦)، و"بداية المجتهد" (١/ ١١٤)، و"المجموع للنووي" (٤/ ٥١١ - ٥١٢).
(٢) في "الفتح الرباني" (٦/ ٣٨ - ٣٩ رقم ١٥٣٧).
(٣) في "صحيحه" (٢/ ٥٨٨ رقم ٢٩/ ٨٥٨).
(٤) في "السنن" (٢/ ١٧ رقم ١). ورواته كلهم ثقات إلا عبد الله بن سيدان فمتكلَّم فيه.
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (٥/ ١١٠): عبد الله بن سِيدان المطرودي لا يتابع في حديثه.
وقال ابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٥٣٧): وهو شبه المجهول.
وقال اللالكائي: مجهول لا خير فيه، كما في "لسان الميزان" (٣/ ٢٩٨ - ٢٩٩).
وقال الذهبي في "الضعفاء" (١/ ٣٤١ رقم ٣٢١٠): تابعي.
والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند، وأبو نعيم شيخ البخاري في كتاب الصلاة له، وابن أبي شيبة، من رواية عبد الله بن سيدان، قال: شهدت الجمعة … الحديث. قال الحافظ في "الفتح" (٢/ ٣٨٧): رجاله ثقات إلّا عبد الله بن سيدان فإنه تابعي كبير إلَّا أنه غير معروف العدالة، وقال النووي في الخلاصة (٢/ ٣٧٣): اتّفقوا على ضعف ابن سيدان.
قال بعض فضلاء العرب: عبد الله بن سيدان صوابه عبد ربه، وهو مقبول من الثالثة كذا في "التقريب" (١/ ١٢٢ رقم ٦)، لكن من يشهد الجمعة مع أبي بكر يقتضي أنه مخضرم، وإلّا فمن كبار التابعين، فتأمّل عده من الثالثة القرن هم صغار التابعين، انتهى كلام البعض.
وما قال خطأ وليس بوارد على الحافظ، لأن الحافظ ابن حجر إنما عدّ عبد الله بن سيلان باللام بعد السين، أو عبد ربه بن سيلان من الطبقة الثالثة، وليس هو من المخضرمين، ولا من كبار التابعين، وأمّا عبد الله بن سيدان أو سندان بالياء التحتانية أو النون بعد السين الذي هو من كبار التابعين، فليس له ذكر ولا ترجمة في "التقريب" ولا في "التهذيب"، وما أخرج له أحد من الأئمة الستة في كتبهم فاحفظه".
وانظر: "التعليق المغني على الدارقطني" (٢/ ١٧ - ١٨).
والخلاصة: أن الأثر ضعيف، والله أعلم.