للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شفعاءَ لهُ فاغفرْ لهُ ذنبهُ". وابنِ ماجهْ (١) منْ حديثِ واثلةَ بن الأسقعِ قالَ: "صلَّى بِنَا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على جنازةِ رجلٍ منَ المسلمينَ فسمعتُهُ يقولُ: اللهمَّ إنَّ فلانَ ابنَ فلانٍ في ذمَّتِكَ، وحَبْلِ جوارِكَ، قهِ فتنةَ القبرِ وعذابَ النارِ، وأنت أهلُ الوفاءِ والحمدِ، اللهمَّ فاغفرْ لهُ وارحمهُ؛ فإنكَ أنتَ الغفورُ الرحيمُ".

واختلافُ الرواياتِ دالٌّ على أن الأمرَ متَّسِعٌ في ذلك ليس مقْصورًا على شيءٍ معينٍ. وقد اختار الهادوية أدعيةٍ أُخْرى، [واختار الشافعيُّ كذلك] (٢)، والكلُّ مسطورٌ في الشرحِ.

وأما قراءةُ سورةٍ مع الحمدِ فقدْ ثبت ذلك كما عرفتَ في روايةِ النسائيِّ، ولمْ يردْ فيها تعيين، وإنَّما الشأن في إخلاصِ الدعاءِ للميتِ؛ لأنهُ الذي شرعتْ له الصلاة والذي ورد به الحديث.

٣٥/ ٥٣٤ - وَعَنْهُ رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا صَلَّيتُمْ عَلَى الْمَيِّتِ فَأَخْلِصُوا لَهُ الدعَاءَ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (٣)، وَصَحّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ (٤). [حسن]

وهوَ قولُه: (وعنهُ) أي: أبي هريرةَ (أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: إذا صليتمْ على الميتِ فأخلصُوا لهُ الدعاءَ. رواهُ أبو داودَ، وصحَّحه ابنُ حبانَ)؛ لأنهمْ شفعاءُ، والشافعُ يبالغُ في طلبِها يريدُ قَبولَ شفاعتهِ فيهِ. وَرَوَى الطبراني (٥): "أن ابنَ عمرَ كانَ إذا رأى جنازةً قالَ: هذَا ما وعدَنَا اللَّهُ ورسولُه، وصدقَ اللَّهُ ورسولُه، اللهمَّ زدْنا


(١) في "السنن" (١/ ٤٨٠ رقم ١٤٩٩).
قلت: وأخرجه أحمد (٣/ ٤٩١)، وأبو داود (٣٢٠٢)، وابن حبان في "الإحسان" (٧/ ٣٤٣ رقم ٣٠٧٤).
وفيه الوليد بن مسلم مدلس، ولكنه صرَّح بالتحديث عند أبي داود وابن ماجه وغيرهما فانتفت شبهة تدليسه.
والخلاصة: فالحديث صحيح إن شاء الله.
(٢) في (أ): "وكذلك الشافعي".
(٣) في "السنن" (٣/ ٥٣٨) رقم (٣١٩٩).
(٤) في "الإحسان" (رقم ٣٠٧٦ رقم ٣٠٧٧) بسند حسن.
قلت: وأخرجه ابن ماجه (١٤٩٧)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٤/ ٤٠). وحسنه الألباني في "الإرواء" (٣/ ١٧٩ رقم ٧٣٢).
(٥) في "الدعاء" رقم (١١٦١) بسند ضعيف جدًّا.