هو العسل الماذيّ لينا وشيمة ... وليث إذا لاقى الرجال قطوب»
هوت أمّه ما يبعث الصبح غاديا ... وماذا يؤدّي الليل حين يؤوب «٢»
كعالية الرّمح الرّدينيّ لم يكن ... إذا ابتدر الخير الرجال يخيب
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى ... فلم يستجبه عند ذاك مجيب
فقلت ادع أخرى وارفع الصوت ثانيا ... لعلّ أبا المغوار منك قريب
يجبك كما قد كان يفعل إنه ... بأمثاله رحب الذّراع أريب
وحدّثتماني أنما الموت في القرى ... فكيف وهذي هضبة وكثيب
فلو كانت الموتى تباع اشتريته ... بما لم تكن عنه النفوس تطيب
بعينيّ أو يمنى يديّ وخلتني ... أنا الغانم الجذلان حين يؤوب
لقد أفسد الموت الحياة وقد أتى ... على يومه علق إليّ حبيب «٣»
أتى دون حلو العيش حتى أمرّه ... خطوب على آثارهنّ نكوب
فو الله لا أنساه ماذرّ شارق ... وما اهتزّ بي فرع الأراك قضيب
فإن تكن الأيام أحسنّ مرة ... إليّ لقد عادت لهنّ ذنوب
وقال امرؤ القيس يرثي إخوته:
ألا يا عين جودي لي شنينا ... وبكّي للملوك الذاهبينا
ملوك من بني صخر بن عمرو ... يقادون العشيّة يقتلونا
فلم تغسل رءوسهم بسدر ... ولكن في الدماء مزمّلينا
فلو في يوم معركة أصيبوا ... ولكن في ديار بني مرينا
وقال الأبيرد بن المعذّر الرّياحي يرثي أخاه بريدا:
تطاول ليلى لم أنمه تقلّبا ... كأن فراشي حال من دونه الجمر
أراقب من ليل التمام نجومه ... لدن غاب قرن الشمس حتى بدا الفجر
تذكّر علق بان منّا بنصره ... ونائله يا حبّذا ذلك الذّكن