كتاب سبل السلام شرح بلوغ المرام - ت حلاق

١٥ - كتاب الأيمان والنذور - النهي عن الحلف بغير الله - ج: 8 - ص: 7

قلتُ: لا يخْفَى أن الأحاديثَ واضحةٌ في التحريمِ لما سمعتَ، ولما أخرجَ أبو داودَ (١)، والحاكمُ (٢)، [واللفظُ له] (٣) منْ حديثِ ابن عمرَ أنهُ قالَ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ حلفَ بغيرِ اللهِ كفرَ"، وفي روايةِ للحاكمِ (٤): "كلُّ يمينٍ يُحْلَفُ بها دونَ اللهِ تعالَى شِرْكٌ"، ورواهُ أحمدُ (٥) بلفظِ: "مَنْ حلفَ بغيرِ اللهِ فقدْ أشركَ". وأخرجَ مسلمٌ (٦): "مَنْ حلفَ منكُمْ [فقالَ] (٧) في حَلِفِهِ: واللَّاتِ والعُزَّى فليقلْ: لا إلهَ إلا اللهُ". وأخرجَ النسائيُّ (٨) منْ حديثِ سعدِ بن أبي وقاص أنهُ حلفَ باللَّاتِ والعُزى قالَ: فذكرتُ ذلكَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: "قلْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهوَ علَى كلِّ شيءٍ قديرٌ، وانفثْ عنْ يسارِكَ ثلاثًا، وتعوَّذْ باللَّهِ منَ الشيطانِ الرجيمِ ولا تعدْ". فهذهِ الأحاديثُ [الأخيرةُ] (٩) تقوِّي القولَ [بأنهُ

---

(١) في "السنن" (٣٢٥١).
(٢) في "المستدرك" (١/ ٥٢).
قلت: وأخرجه الترمذي (٤/ ١١٠ رقم ١٥٣٥) وابن حبان (رقم: ١١٧٧ - موارد)، والطيالسي رقم (١٨٩٦)، وأحمد (٢/ ١٢٥) من طرق عن سعد بن عبيدة.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وقد أعلَّ بالانقطاع فقد قال البيهقي (١٠/ ٢٩: "وهذا مما لم يسمعه سعد بن عبيدة من ابن عمر".
قلت: وللحديث شواهد يكون بها صحيح إن شاء الله.
وقد صحَّحه الألباني في "الإرواء" رقم (٢٥٦١).
(٣) زيادة من (ب).
(٤) في "المستدرك" (١/ ١٨).
(٥) في "المسند" (٢/ ٨٦ - ٨٧).
(٦) في "صحيحه" (٥/ ١٦٤٧).
قلت: وأخرجه البخاري أيضًا (٦٦٥٠) كليهما من حديث أبي هريرة.
(٧) في (أ): "وقال".
(٨) في "السنن" (٧/ ٨ رقم ٣٧٧٧).
قلت: وأخرجه ابن ماجه رقم (٢٠٩٧)، وابن حبان (رقم: ١١٧٨ - موارد)، وأحمد (١/ ١٨٣، ١٨٦، ١٨٧) من طريق أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه.
ورجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن أبا إسحاق وهو السبيعي واسمه عمرو بن عبد اللهِ كان اختلط، ثم هو مدلس وقد عنعنه.
قلت: وله شاهد من حديث أبي هريرة المتقدم.
وخلاصة القول: فهو حديث صحيح لغيره، واللهُ أعلم.
(٩) في (أ): "وما في معناها".