للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الوترَ" (١)، وقولُها: "إلّا الصبحَ"، فإنَّها تطوَّلُ فيها القراءةُ، يريد أنه لا يقتصرُ في صلاتِها فإنَّها ركعتانِ حَضَرًا وسَفَرًا، لأنهُ شرعَ فيها تطويلُ القراءةِ؛ ولذلكَ عبّرَ عنها في الآيةِ بقرآنِ الفجرِ لما كانتِ القراءةُ معظمَ أركانِها لطولِها فيها، فعبَّرَ عنها بها من إطلاقِ الجزءِ الأعظمِ على الكلِّ.

٢/ ٤٠٠ - وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقْصُرُ فِي السَّفَرِ ويُتِمُّ وَيَصُومُ ويُفْطِرُ. رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ (٢) وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، إِلَّا أَنَّهُ مَعْلُولٌ، وَالْمَحْفُوظُ عَنْ عَائِشَةَ مِنْ فِعْلِهَا، وَقَالَتْ: إِنَّهُ لَا يَشُق عَلَيَّ، أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ (٣). [ضعيف]

(وعن عائشةَ - رضي الله عنها - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقصرُ في السفرِ ويتمُّ ويصومُ ويفطرُ) الأربعةُ الأفعالُ بالمثناةِ التحتيةِ، أي: أنهُ - صلى الله عليه وسلم - كان يفعلُ هذَا وهذا (رواهُ الدارقطنيُّ، ورواتُه) من طريقِ عطاءِ عن عائشةَ (ثقاتٌ، إلَّا أنهُ معلولٌ، والمحفوظُ عن عائشةَ من فعلِها وقالتْ: إنهُ لا يشقُّ عليَّ. أخرجهُ البيهقيُّ) واستنكرهُ أحمدُ؛ فإنَّ عروةَ رَوَى عنها أنَّها كانت تتمُّ وأنَّها تأوّلتْ كما تأوّلَ عثمانُ كما في الصحيحِ (٤)، فلو كانَ عندَها عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - روايةٌ لم يقلْ عروةُ إنَّها تأوَّلتْ، وقد ثبتَ في الصحيحينِ خلافُ ذلكَ.

وأخرجَ أيضًا الدارقطنيُّ (٥) عن عطاءٍ، والبيهقيُّ (٦) عن عائشةَ: "أنَّها اعتمرتْ معهُ - صلى الله عليه وسلم - منَ المدينةِ إلى مكة حتَّى إذا قدمتْ قالتْ: يا رسولَ اللَّهِ؛ بأبي أنتَ وأمّي أتممتُ وقصرتُ، وأفطرتُ وصمتُ، فقالَ: أحسنتِ يا عائشةُ، وما


(١) وهو حديث صحيح بشواهده، تقدم رقم (٢٤/ ٣٥٦).
(٢) في "السنن" (٢/ ١٨٩ رقم ٤٤) وقال: وهذا إسناد صحيح.
(٣) في "السنن الكبرى" (٣/ ١٤٢).
(٤) أي: في "صحيح مسلم" (٦٨٥).
(٥) في "السنن" (٢/ ١٨٩ رقم ٤٤) وقال الدارقطني: وهذا إسناد صحيح.
وأخرج الدارقطني (٢/ ١٨٨ رقم ٣٩، ٤٠) وقال الدارقطني: الأول متصل وهو إسناد حسن، وعبد الرحمن قد أدرك عائشة ودخل عليها وهو مراهق وهو مع أبيه وقد سمع منها.
(٦) في "السنن الكبرى" (٣/ ١٤٢) وقال البيهقي: إسناده صحيح.
وذكر صاحب "التنقيح" "أن هذا المتن منكر، فإن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لم يعتمر في رمضان قط"، كما في "نصب الراية" للزيلعي (٣/ ١٩١).