للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والصحيح: المذهب الأول، ولا تعارض مع الأدلة.

وأما الجمع بينها فيكون كالآتي:

أن المعروف من سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يؤخِّر الصلاة عن أول الوقت قليلًا، وهو الأفضل والأولى، بل ثبت أنه أخرها في أحاديث كثيرة في "الصحيحين "، وفي غيرهما إلى ثلث الليل.

أ- عَنْ بُرَيْدَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ، فَقَالَ لَهُ: "صَلِّ مَعَنَا هَذَيْنِ" -يَعْنِي: اليَوْمَيْنِ-، .. ففي اليوم الأول: أَقَامَ العِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، … وفي اليوم الثاني: صَلَّى العِشَاءَ بَعْدَمَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ (١).

٢ - عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "وَوَقْتُ العِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ" (٢).

٣ - عن أَبي بَرْزَةَ، يَقُولُ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لَا يُبَالِي بَعْضَ تَأْخِيرِ صَلَاةِ العِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، وَكَانَ لَا يُحِبُّ النَّوْمَ قَبْلَهَا، وَلَا الحَدِيثَ بَعْدَهَا" (٣).

٤ - وعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: "كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَنْتَظِرُونَ العِشَاءَ


= صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه "يحسب بأصابعه خمس صلوات. "فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى الظهر حين تزول الشمس، وربما أخرها حين يشتد الحر، ورأيته يصلي العصر والشمس مرتفعة بيضاء قبل أن تدخلها الصفرة، فينصرف الرجل من الصلاة، فيأتي ذا الحليفة قبل غروب الشمس، ويصلي المغرب حين تسقط الشمس، ويصلي العشاء حين يسود الأفق، وربما أخرها حتى يجتمع الناس، وصلى الصبح مرة بغلس، ثم صلى مرة أُخرى فأسفر بها، ثم كانت صلاته بعد ذلك التغليس حتى مات، ولم يعد إلى أن يسفر"، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (٤١٨).
(١) تقدَّم تخريجه.
(٢) تقدَّم تخريجه.
(٣) أخرجه مسلم (٦٤٧/ ٢٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>