للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشَّمْسِ بِرَكعَةٍ (١). وَالسَّبَبُ فِي اخْتِلَافِهِمْ أَنَّ فِي ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ مُتَعَارِضَة الظَّاهِرِ، أَحَدُهَا: حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو خَرَّجَهُ مُسْلِمٌ، وَفِيهِ: "فَإِذَا صَلَّيْتُمُ العَصْرَ، فَإِنَّهُ وَقْت إِلَى أَنْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ" (٢)، وَفي بَعْضِ رِوَايَاتِهِ: "وَقْتُ العَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ" (٣). وَالثَّانِي: حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي إِمَامَةِ جِبْرِيلَ، وَفيهِ "أَنَّهُ صَلَّى بِهِ العَصْرَ فِي اليَوْمِ الثَّانِي حِينَ كَانَ ظِلُّ كُلِّ شَيءٍ مِثْلَيْهِ" (٤). وَالثَّالِثُ: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ المَشْهُورُ: "مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ العَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ العَصْرَ، وَمَنْ أَدْرَكَ رَكعَةً مِنَ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ" (٥)، فَمَنْ


(١) يُنظر: "المحلى" لابن حزم (٣/ ١٦٤) قال: "ثم يتمادى وقت الدخول في العصر إلى أن تغرب الشمس كلها؛ إلا أننا نكره تأخير العصر إلى أن تصفر الشمس إلا لعذر، ومن كبر للعصر قبل أن يغرب جميع القرص: فقد أدرك العصر، فإذا غاب جميع القرص فقد بطل وقت الدخول في العصر".
(٢) أخرجه مسلم (٦١٢/ ١٧١) وغيره عن عبد الله بن عمرو، أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: "إذا صليتم الفجر فإنه وفت إلى أن يطلع قرن الشمس الأول، ثم إذا صليتم الظهر فإنه وقت إلى أن يحضر العصر، فإذا صليتم العصر فإنه وقت إلى أن تصفر الشمس، فإذا صليتم المغرب فإنه وقت إلى أن يسقط الشفق، فإذا صليتم العشاء فإنه وقت إلى نصف الليل".
(٣) تقدَّم تخريجه.
(٤) أخرجه الترمذي (١٤٩) وغيره عن ابن عباس، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أَمَّنِي جبريل عند البيت مرتين، فصلى الظهر في الأولى منهما حين وإن الفيء مثل الشراك، ثم صلى العصر حين كان كل شيء مثل ظله، ثم صلى المغرب حين وجبت الشمس وأفطر الصائم، ثم صلى العشاء حين غاب الشفق، ثم صلى الفجر حين برق الفجر، وحرم الطعام على الصائم، وصلى المرة الثانية الظهر حين كان ظل كل شيء مثله لوقت العصر بالأمس، ثم صلى العصر حين كان ظل كل شيء مثليه، ثم صلى المغرب لوقته الأول، ثم صلى العشاء الآخرة حين ذهب ثلث الليل، ثم صلى الصبح حين أسفرت الأرض، ثم التفت إلي جبريل، فقال: يا محمد، هذا وقت الأنبياء من قبلك، والوقت فيما بين هذين الوقتين"، وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (٢٤٩).
(٥) أخرجه البخاري (٥٧٩)، ومسلم (٦٠٨/ ١٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>