للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زادته علمًا وبصيرةً وفهمًا ودقةً بكتاب الله -عز وجل- وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فإن كثيرًا من الأحكام لا يمكن أن نقف على كنهها في بعض المسائل الدقيقة، إلا عندما نرجع إلى اللغة العربية.

مثلًا: عدة الحيض: ثلاثة قروء، بعض العرب قال: القُرْء: الحيض، وبعضهم؛ قال القُرْء: الطُّهر (١)؛ فاختلافهم في المراد بالقُرء ترتَّب عليه عدة أحكام؛ فهنا تظهر لنا أهمية اللغة العربية، وفهم لسان العرب.

ومثلًا: العينُ: تأتي بعدة معانٍ؛ منها: الجارحة المعروفة (٢)، أو الجاسوس (٣)، أو ينبوع الماء (٤)، فالمراد هنا تغير؛ فلا بد من الرجوع إلى لغة العرب ليفهم المراد (٥).

فاللغة العربية تُعين الفقيه والمحدث والمفسر في فهم كتاب الله عز وجل، وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومَن قرأ بعمق في القواعد الفقهية؛ لوجد أن من العلماء من يُخرِّج بعض المسائل الفرعية على بعض المسائل اللغوية.

وينبغي لطالب العلم أن يكون على وعي وإدراك بلغة العرب، وأن يتعلم علوم العربية مثل: النحو والصرف؛ لأنها تقوِّم اللسان من اللحن في الكلام. وكذلك: البلاغة التي تعين في تركيب الجمل، وضمها إلى بعض.

وكثيرًا من المفسرين يملؤون كتبهم بالمسائل اللغوية؛ لكن ليس معنى


(١) "القرء": من الأضداد يقع على الطهر، وإليه ذهب الشافعي وأهل الحجاز، وعلى الحيض، وإليه ذهب أبو حنيفة وأهل العراق. انظر: "النهاية" لابن الأثير (٤/ ٣٢).
(٢) "العين": حاسة البصر والرؤية، أنثى، تكون للإنسان وغيره من الحيوان. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (١٣/ ٣٠١).
(٣) "العين ": الديدبان والجاسوس. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (١٣/ ٣٠٣).
(٤) "العين": عين الماء، التي يخرج منه الماء، وهي: ينبوع الماء الذي ينبع من الأرض ويجري، والجمع أعين وعيون. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (١٣/ ٣٠٣).
(٥) نعم كما قال الشارح اللغة لها وجه للمعنى، لكن يضاف لذلك سياق الكلام، فهو أيضًا له وجه في فهم المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>