للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خباب - رضي الله عنه -: " باضطراب لحيته "؛ يعني: بتحركها؛ لأن الإنسان إذا تكلم تتحرك لحيته.

(وَتَعَلَّقَ الكُوفِيُّونَ بِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَرْكِ وُجُوبِ القِرَاءَةِ فِي الرَّكعَتَيْنِ الأَخِيرَتَيْنِ مِنَ الصَّلَاةِ لِاسْتِوَاءِ صَلَاةِ الجَهْرِ وَالسِّرِّ فِي سُكُوتِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ).

والمعروف: أن الكوفيين ما تمسكوا بهذا، إنما تمسكوا بأثر علي - رضي الله عنه - أنه قال: " قرأ في الركعتين الأوليين وسبح في الأخريين " (١).

وفي رواية: " اقرأ في الأوليين وسبح في الأخريين " (٢).

وهذا أقوى دليل عندهم إلى جانب عموم الأدلة الأخرى، لكن هذا يعتبرونه نصًّا (٣).

* قوله: (وَاخْتَلَفُوا فِي القِرَاءَةِ الوَاجِبَةِ فِي الصَّلَاةِ، فَرَأَى بَعْضُهُمْ أَنَّ الوَاجِبَ مِنْ ذَلِكَ أُمُّ القُرْآنِ لِمَنْ حَفِظَهَا، وَأَنَّ مَا عَدَاهَا لَيْسَ فِيهِ تَوْقِيتٌ، وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ أَوْجَبَهَا فِي كُلِّ رَكعَةٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَوْجَبَهَا فِي


وفي رواية (٧٦٠): " قلنا: بأي شيء كنتم تعرفون؟ قال: باضطراب لحيته ".
وفي رواية (٧٦١): " قلت: بأي شيء كنتم تعلمون قراءته؟ قال: باضطراب لحيته ".
وفي رواية (٧٧٧): " قلنا: من أين علمت؟ قال: باضطراب لحيته ".
(١) أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (٣/ ٢٦٦) عن الحارث، عن علي أنه قال: " يقرأ في الأوليين، ويسبح في الأخريين ".
(٢) أخرجه ابن المنذر في " الأوسط " (٣/ ١١٤) عن الحارث، عن علي قال: " اقرأ به في الأوليين وسبح في الأخريين ". قال ابن المنذر: " فأما حديث الحارث فغير ثابت، كان الشعبي يكذبه ".
(٣) قال الخطابي بعد أن ضعف أثر علي: " ولو صح ذلك عن علي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن حجة؛ لأن جماعة من الصحابة قد خالفوه في ذلك … وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولى ما اتبع، بل قد ثبت عن علي - رضي الله عنه - من طريق عبيد الله بن أبي رافع: أنه كان يأمر أن يقرأ في الأوليين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة وفي الأخريين بفاتحة الكتاب ". انظر: " معالم السنن " (١/ ٢١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>