للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جاء في الحديث أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "البذاذة من الإيمان" ما هي البذاذة؟ هي أن يكون الإنسان رثَّ الثياب، لكن ليس معناه أن تكون ثيابه وسخةً عفنةً، لا، تكون ثيابه نظيفةً ويهتم بها، لكن لا داعي أن تكون ثيابه غالية الثمن، يعني أن تكون ثيابًا بسيطة.

ونحن نرى نماذج من العلماء الزُهّاد ما كانوا يلبسون إلا الثياب المتواضعة، فهل نقص من قدرهم؟! لا، وإنما رفع من قدرهم، فالإنسان بقيمته، كلما قويت صلة الإنسان بربه فإنه ترتفع قيمته عند الناس، ولذلك يقول الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من طلب رضا اللَّه في سخط الناس رضي اللَّه عليه، وأرضى عنه الناس".

فأنت إذا طلبت رضا اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وصدقت في قولك وفي فعلك، فإنَّ اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سيحبب الناس إليك، وهذا أمرٌ مُشاهدٌ.

ولو أنَّ كل واحدٍ منا نظر إلى الذين استقاموا في هذه الحياة، وزهدوا في الدنيا، وأقبلوا على الآخرة، واتجهوا إلى اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فأخلصوا في أقوالهم وفي أفعالهم وخدموا مجتمعاتهم الإسلامية، لرأى أنَّ اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد ألقى محبة هؤلاء في قلوب الناس، حتى في قلوب العصاة، يعني إذا وجدت إنسانًا مُخلصًا صادقًا، قد تجد بعض المنحرفين عندما يذكر، يثنون عليه؛ لأنهم لا يجدون مقدحًا، ولا مسلكًا ينفذون منه وإنما سيرته عطرةٌ، فإنهم يذكرونه بما يُشاهد؛ لأنه إنسان اتجه إلى اللَّه -تعالى-، وهكذا.

إذًا هذا الحُليُّ من النِّعَم التي يُنعم اللَّه بها سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وقلنا: للإنسان أن يُحلي سيفه، وأن يلبس خاتمًا من فضةٍ، والمعتبر في ذلك الخاتم من الفضة، ولكن لا يجوز له أن يلبس خاتمًا من ذهب؛ لأنَّ الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- حرّم خاتم الذهب، وأمر بطرحه، وأجاز أن يُلبَس خاتم الفضة، ولبسه -عليه الصلاة والسلام-، وكان من ورِقٍ، والأحاديث في ذلك كثيرةٌ جدًّا ومعروفةٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>