للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَرَسِهِ صَدَقَةٌ" (١)، وَأَمَّا الْقِيَاسُ الَّذِي عَارَضَ هَذَا العُمُومَ: فَهُوَ أَنَّ الْخَيْلَ السَّائِمَةَ حَيَوَانٌ مَقْصُودٌ بِهِ النَّمَاءُ وَالنَّسْلُ، فَأَشْبَهَ الْإِبِلَ وَالْبَقَرَ، وَأَمَّا اللَّفْظُ الَّذِي يُظَنُّ أَنَّهُ مُعَارِضٌ لِذَلِكَ العُمُومِ فَهُوَ قَوْلُهُ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- وَقَدْ ذَكرَ الْخَيْلَ: "وَلَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا وَلَا ظُهُورِهَا" (٢)).

لكننا نقول إن الصفات الموجودة في الإبل، والبقر، والغنم، ليست كلها موجودة في الخيل، فالمعروف أن للإبل، والبقر، والغنم، فوائد متعددة، ولها خصائص تنفرد عنها وذكرنا من ذلك أن تقدر في الهدي وفي الأضاحي بخلاف الخيل، إذن لها مزايا، فهي تختلف عن الخيل في صفات عدة.

* قوله: (ذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ إِلَى "أَنَّ حَقَّ اللَّهِ" هُوَ الزَّكَاةُ، وَذَلِكَ فِي السَّائِمَةِ مِنْهَا.

قَالَ الْقَاضِي:).

القاضي هو ابن رشد، وهذا يتكرر كثيرًا.

* قوله: (وَأَنْ يَكُونَ هَذَا اللَّفْظُ مُجْمَلًا أَحْرَى مِنْهُ أَنْ يَكُونَ عَامًّا).

نعم، وأنا مع المؤلف، يعني أن الكلام الذي أورده هنا مجمل، والأحاديث التي أتى بها الجمهور خاصة، يعني: نص في المسألة، فينبغي أن تُقدَّم.

* قوله: (فَيُحْتَجُّ بِهِ فِي الزَّكَاةِ، وَخَالَفَ أَبَا حَنِيفَةَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ صَاحبَاهُ أَبُو يُوسُفَ وَمُحَمَّدٌ (٣)).


(١) أخرجه البخاري (١٤٦٣)، ومسلم (٩٨٢).
(٢) أخرجه البخاري (٢٣٧١)، في حديثٍ طويلٍ.
(٣) يُنظر: "شرح مختصر الطحاوي" للجصاص (٢/ ٢٨٠)، حيث قال: " (وقال أبو يوسف ومحمد: ليس في الخيل صدقة على حال) ".

<<  <  ج: ص:  >  >>