للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "المقسطون على منابرَ من نور يوم القيامة" (١)، فالعدل مطلوب، والله - سبحانه وتعالى - أمر به حتى مع العدو، قال تعالى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا} [المائدة: ٨]، فإذا كان الإمام في موضع القمة، وعدل بين الناس، ويأتي في مقدمة ذلك أن يُحَكِّم شرع الله بينهم، فما أعظم ذلك!

لا شك أن المسلمين بحاجةٍ في جميع أقطارهم - وليس في قطرٍ واحدٍ - أن يتحاكموا إلى شريعة الله لتعود لهم العزة والمكنة والمجد، ليعودوا سادةً وقادةً كما كانوا "إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله" (٢)، ما أجمل أن ينمو الصغير وأن يترعرع، فينشأ في طاعة الله - سبحانه وتعالى -! ولذلك جاء في الحديث الصحيح: "يعجب ربك من الشاب ليست له صبوةٌ" (٣)، لم يمل إلى المعاصي، لم ينحرف، لم يخرج عن الطريق السليم، ونحن حتى في زماننا هذا نرى كثيرًا من الشباب الذين في أوائل عمرهم تجد أنهم يترددون على المساجد، تجد أنهم يحفظون ألسنتهم وفروجهم، يحفظون ألسنتهم عن القول المشين، فَلَا يتكلَّمون إلا بذكر الله، وما ينفعهم، ولا يقول أحدهم إلا خيرًا، ويحفظون فروجهم عن المعاصي، فهم أهلٌ لأن يظلهم الله - سبحانه وتعالى - في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

وَأيضًا "ورجل قلبه معلق بالمساجد" (٤)، هذه الصلاة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا حَزَبه أمرٌ، أسرع إلى الصلاة، الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، ولذلك يقول الله - سبحانه وتعالى -: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٧٧) وَجَاهِدُوا فِي


(١) أخرجه أحمد في "المسند" (٦٤٩٢) وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) أخرجه أحمد في "المسند" (١٧٣٧١)، وقال الأرناؤوط: حسن لغيره.
(٤) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>