وعن المؤمنين يقول بولس: "فإذ نحن ذرية اللّه، لا ينبغي أن نظن أن اللاهوت شبيه بذهب أو فضة أو حجر نقش صناعة واختراع إنسان" (أعمال ١٧/ ٢٩)، فوسم المؤمنين بأنهم ذرية الله، أي: المحبون والمطيعون لله. كما نرى في التوراة هذا الإطلاق على الشرفاء والأقوياء من غير أن يفهم منه النصارى أو غيرهم الألوهية الحقيقية، فقد جاء فيها: "أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات. فاتَّخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا … إذ دخل بنو الله على بنات الناس، وولدن لهم أولادًا، هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم" (التكوين ٦/ ٢). وعليه فلا يمكن النصارى أن يجعلوا من النصوص المتحدثة عن بنوة المسيح للّه أدلة على ألوهيته ثم يمنعوا إطلاق حقيقة ذات اللفظ على آدم وسليمان و … ، وتخصيصهم المسيح بالمعنى الحقيقي يحتاج إلى مرجح لا يملكونه ولا يقدرون عليه. معنى البنوة الصحيح: والمعنى المقصود للبنوة في كل ما قيل عن المسيح - عَلَيهِ السَّلامْ - وغيره إنما هو معنى مجازي بمعنى: حبيب الله أو مطيع اللَّه، أو المؤمن بالله. لذلك قال مرقس وهو يحكي عبارة قائد المائة الذي شاهد المصلوب وهو يموت فقال: "حقًّا كان هذا الإنسان ابن الله" (مرقس ١٥/ ٣٩). انتهى.