كتاب نيل الأمل في ذيل الدول

محرم - القبض على قجقار القردمي وسجنه - ج: 4 - ص: 77

حتى أخذ مئزر من على رأس بعض الجواري القايمين بالنياحة من الميازر السود الصعيدي، وحمل بعد تجهيزه إلى باب القلّة، فصلّي عليه، وحمل إلى جامعه التي بها (١) مدفنه فدفنوه بها.

وكانت مدّة ملكه في السلطنة ثمان سنين وخمسة أشهر وثمانية أيام. وكان من معايبه البخل والشحّ حتى بالأكل، وعنده لجاجة، عصوبا، حسودا، معيانا، نكدا، فحّاشا، سبّابا، بذيئا، يتظاهر بمنكرات محرّمة. عفا الله عنه.

[القبض على قجقار القردمي وسجنه]

وفيه بعد تجهيز المؤيّد ودفنه، وذكر بعضهم: قبل ذلك، قبض على قجقار القردمي وسجن بالقلعة بإشارة ططر، وكان قد شاع في مدّة مرض المؤيّد بأنه يريد الركوب عليه، وكان قصد هو القبض على ططر، فبادره ططر بأن قبض هو عليه، وصار إليه تدبير المملكة، ونادى بالإنفاق في الجند، وكثرت الأراجيف، وصار الناس في تخوّف (٢).

[تدبير ططر المملكة]

وفيه عرض على تنبك ميق بأن يكون رفيقا لططر في تدبير المملكة، فامتنع من ذلك أشدّ امتناع، فقام ططر بأعباء الأمر وتدبير الدولة، وخلع عليه بأن يكون لالا السلطان وكافله، وخلع على تنبك ميق أيضا.

هذا، وقد أجلس المظفّر أحمد والأمراء حوله، وقد أقيمت الخدمة بالقصر، فلما انقضت الخدمة أعيد إلى أمّه، وسكن ططر بالأشرفية من القلعة، وصار الأمراء ومباشروا (٣) الدولة يقفون بين يديه، ويدبّر الأمور على وفق مراده (٤).

[القبض على جلبان رأس نوبة]

وفيه قبض على جلبان رأس نوبة سيدي أحد مقدّمي الألوف، وقبض معه على شاهين الفارسي من المقدّمين أيضا (٥).

---

(١) الصواب: «إلى جامعه الذي بها».
(٢) خبر قجقار في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٥٦٣، وإنباء الغمر ٣/ ٢٣٧، ٢٣٨، والنجوم الزاهرة ١٤/ ١٦٧ و ١٧١.
(٣) الصواب: «مباشرو».
(٤) خبر ططر في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٥٦٤، وإنباء الغمر ٣/ ٢٣٨، والنجوم الزاهرة ١٤/ ١٦٨، وبدائع الزهور ٢/ ٦٤، وتاريخ الغياثي ٣٥٤.
(٥) خبر جلبان في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٥٦٤، وإنباء الغمر ٣/ ٢٣٨، والنجوم الزاهرة ١٤/ ١٧٠.