للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وفاة أركماس اليمني]

[٣١١٠]- وفيه مات العبد الصالح الخيّر، الديّن، أركماس اليمنيّ (١)، الأشرفيّ، أحد الجند السلطاني. وقد شاخ.

وكان من عباد الله (الصالحين) (٢) / ٢٩٧ ب / ساكنا جدا، حسن السمت، كثير العبادات ونوافل الطاعات.

[عودة السلطان من الإسكندرية]

وفيه عاد السلطان من سفرته بالإسكندرية، ولما شاع الناس به، وخصوصا العوامّ، كادت القاهرة أن تموج بأهلها، وهرعوا إلى ساحل بولاق للفرجة عليه، واجتاز في مراكبه ببولاق. وكان لدخوله إلى ساحلها يوما مشهودا. وسار منها إلى ساحل مصر، وخرج من البحر راكبا إلى قلعته (٣).

[جمادى الآخر]

[ضيافة السلطان]

وفي جماد الآخر صنع السلطان ضيافة حافلة (٤).

[انتهاء زيادة النيل]

وفيه - في رابع توت (٥) - كانت نهاية زيادة النيل إلى عشرين إصبعا من عشرين


= المنار القديم الذي كان بالإسكندرية، وأنشأ بهذا البرج مقعدا مطلاّ على البحر، ينظر منه من مسيرة يوم إلى مراكب الفرنج وهي داخلة إلى المينة، وجعل بهذا البرج جامعا بخطبة، وطاحونا وفرنا وحواصلا. وأشحنهم (كذا) بالسلاح، وجعل حول هذا البرج مكاحلا (كذا) معمّرة بالمدافع ليلا ونهارا، بسبب أن لا تطرق الفرنج للثغر على حين غفلة، وجعل به جماعة من المجاهدين قاطنين به دائما، وأجرى عليهم الجوامك والرواتب في كل شهر، وجعل عليهم شادّا من خواصّه يقال له قانصوه المحمدي، وهو الذي ولي نيابة الشام فيما بعد وصار يعرف بقانصوه البرجي».
(١) لم أجد لأركماس اليمين ترجمة في المصادر.
(٢) تكرّرت في المخطوط.
(٣) خبر عودة السلطان في: بدائع الزهور ٣/ ١٥٧ وفيه: «وقد عدّ سفره من النوادر كونه توجّه إلى ثغر الإسكندرية وترك الملك المؤيّد بالقاهرة، مع أن مماليك أبيه الأشرف إينال كانوا في غاية التنمرد ينتظرون لوقوع الفتن، وظهر منهم في غيبة السلطان بعض حركة، وانكشف رخّ جماعة منهم في هذه الحركة، ونفي فيما بعد منهم جماعة كثيرة».
(٤) خبر الضيافة في بدائع الزهور ٣/ ١٥٧ وفيه: «أضاف السلطان للملك المؤيّد ضيافة حافلة بالبحرة، وأخلع عليه وعلى ولده، وأذن له بالعود إلى الإسكندرية، وقدّم الملك المؤيّد للسلطان تقدمة حافلة من مال وتحف بسبب موجود والدته الذي خلّفته».
(٥) توت هو أول شهر السنة القبطية.

<<  <  ج: ص:  >  >>