للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شوال]

[انتداب جماعة أمراء إلى عدّة بلاد]

وفي شوال ندب السلطان جماعة من الأمور لأمور مهمّة يقيموا (١) بها بعد سفره مدّة غيبته، فعيّن إلى الوجه القبلي حاجب الحجّاب، وجماعة إلى الثغور، كالإسكندرية ودمياط وغيرهما. وعيّن عدّة أمراء للمبيت في الليالي بأماكن عيّنت لهم بمصر والقاهرة لحفظهما، ورتّب من يحفظ قلعة الجبل.

وجعل أقتمر من عبد الغني نائبا عنه بالقاهرة.

وأمر بأن تقام الخدمة في غيبته لولديه: علي، وأمير حاج عند باب الستارة ساعة لطيفة (٢).

[تصميم السلطان على الحج]

وقوي عزمه على خروجه الحج (٣)، وأشار عليه جماعة بأن لا يفعل، فصمّم على سفره ليقضي الله أمرا كان مفعولا، وهيّأ أسبابه، وكانت شيئا مهولا عظيما لم يسمع بمثله من التجهيز في كل شيء. وكان من جملة ما طيب به الحلوى السكّرية ونحوها للسلطان خاصّة في مأكوله. ثم إنزاله ماية مثقال من المسلت التركي في نحو المايتي ألف رطل من الحلوى، وما انحصر ما أخذه الأمراء والمباشرون والأجناد وغيرهم.

وذكر بعض المؤرّخين أنه كان ما يحمل من السكّر للسلطان والأمراء نحوا من ثلاثمائة ألف رطل سكّر، وستين ألف رطلا (٤) في شهر واحد. قال: ومع ذلك لم يعزّ وجود السكّر ولا غلا سعره (٥).

[خروج أطلاب الأمراء]

وفي ثاني عشره خرج طلب الأمراء إلى جهة بركة الحجّاج (٦)، وكانت أطلابا حافلة جدّا.


(١) الصواب: «يقيمون».
(٢) السلوك ج ٣ ق ١/ ٢٧٢، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ١٧١.
(٣) كذا. والصواب: «للحج».
(٤) الصواب: «رطل».
(٥) السلوك ج ٣ ق ١/ ٢٧٢، ٢٧٣، وتاريخ ابن خلدون ٥/ ٤٦٣، وتاريخ ابن قاضي شهبة ٥١٠، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ١٧٢.
(٦) في الأصل: «بركة الحب». والتصحيح من: بدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>