للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان فاضلا، مهابا.

وله زيادة على الستين سنة.

عاقالا، حشما، أدوبا، عارفا، مدبّرا، من سراة بني عمر شجاعة وكرما وهمّة وسياسة ووجاهة وحرمة.

[وفاة أمير خفاجة]

[٣٠٣٨]- ومات معه بالقاهرة سلام بن سعد (١) الله بن سلام الخفاجيّ، أمير خفاجة بإخميم.

وكان حشما من أعيان طائفته، وجها (٢)، بعيد الشهرة والصيت.

[كشف السلطان على الخلوات بالأزهر]

وفيه ركب السلطان ومعه كاتب السرّ وعدّة من أمرائه وخواصّه ونزل إلى الجامع الأزهر، وقد حضر قضاة القضاة وجماعة من الأعيان فصعد وإيّاهم إلى سطح الجامع ورأى ما أحدثت (٣) به من الخلاوي، وكشفها بنفسه، فقال للقضاة: «إنّ هذا لا يحلّ إيجازه هاهنا بغير شرط الواقف. ووقع كلام كثير، وآل الأمر فيه أن حكم القاضي المالكيّ بهدم جميع ذلك، ونفّذ بقيّة القضاة حكمه.

ثم برز أمر السلطان بترميم الجامع، وأطلق لذلك عشرة آلاف دينار، وقام جماعة من الفقراء فشكوا إلى السلطان فقرهم، فتصدّق عليهم بشيء من المال. ثم ركب عائدا إلى قلعته.

[نقص الطاعون إلى النصف]

وفيه، حين دخلت خماسين النصارى ظهر نقصان الطاعون بالنسبة لما كان، فكان في حكم النصف ممّا كان، ولا زال ينقص منه إلى أن ارتفع بالكلية / ٢٧٩ / في المحرّم من الآتية، فكان في الحقيقة طاعون سنة إحدى وثمانين الثاني إلى اثنين، فكان هذا أيضا من نوادره (٤).

[وصول مبشّر الحاج]

وفيه وصل مبشّر الحاج فأخبر بالأمن والرخاء، غير أنه كان الموت بمكة المشرّفة كثيرا بالحمّى ووجع البطن، وأنه بلغ عدد من كان يموت بها قبل دخول الحاج فكان في كل يوم نحوا (٥) من أربعين نفرا أو زيادة، وأنه تناقص حين وصل الحاج (٦).

* * *


(١) لم أجد لسلام بن سعد ترجمة في المصادر.
(٢) الصواب: «وجيها».
(٣) الصواب: «ما أحدث».
(٤) خبر نقص الطاعون لم أجده في المصادر.
(٥) الصواب: «نحو».
(٦) خبر وصول المبشّر في: بدائع الزهور ٣/ ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>